ما الذي تفعله الكليات الطبية بالجثث التي يقوم طلاب الطب بتشريحها؟

 بداية درست الطب في مصر (جامعة عين شمس)، ودرسنا مادة التشريح العملي على جثث حقيقية تكون محفوظة في مشرحة الكلية أو متحف التشريح محفوظة في أواني خاصة (أعضاء أو أجزاء) وعليها حراسة مشددة.

الجثث التي يتم استخدامها في الكليات الطبية في المجالات التعليمة غالباً تكون لأشخاص غير معروفين الهوية، لذا يصعب إعادة هذه الجثة لذويهم بعد الانتهاء من استخدامها في الكليات الطبية وفي هذه الحالة يتم دفن الجثة من قبل هيئة مسؤولة بشكل مناسب لتقاليد واعتقادات الدولة التي يوجد فيها كلية الطب، في بعض الحالات تكون هذه الجثث تابعة لأشخاص وافقوا على التبرع بجثثهم بعد وفاتهم للكليات الطبية وذلك لمساعدة الطلاب في تعلم منهج التشريح البشري وهذا يساعد في نشر الفائدة لغيره من الناس، في هذه الحالة فعند الانتهاء من استخدام الجثة من قبل كلية الطب لإته يتم التواصل مع أقارب الشخص الذي قام بالتبرع بجثته والتواصل إلى اتفاق بأن يتم دفن الجثة من قبل أقارب صاحب الجثة أو من قبل هيئة مسؤولة.

في الغالب تستغرق الجثة التي يتم استخدامها في تعليم طلاب الطب داخل الكليات الطبية فترات طويلة قبل أن يتم دفنها، حيث يتم حفظها بشكل يطيل من عمرها، ولكن بعد مرور الوقت يمكن أن تفسد هذه الجثة نتيجة استخدامها بكثرة أو نتيجة تعرضها للبيئة الخارجية.

تعتبر الجثث المستخدمة في الكليات الطبية من الأمور الحساسة التي يتم التعامل معها بشكل دقيق جداً، حيث تعتبر جثة الإنسان الميت شيء مقدس ومهم لدى جميع البشر لهذا لا يتم العبث بهذه الجثة بشكل عبثي أثناء دراستها في الكليات الطبية بل يتم ذلك من قبل أخصائي مسؤول عن فتح هذه الجثة وإطلاع الطلاب عليها للتعرف على تكوين جسم الإنسان بشكل واقعي ثم يتم إغلاق هذه الشقوق التي تم صناعتها في الجثة من قبل هذا المختص وإعادتها إلى بيئة مناسبة للحفاظ على هذه الجثة حيث يتم نقعها بمادة الفورمالين، كما أنه يمنع منع باتاً تصوير هذه الجثة أو تشويهها أو لمسها بشكل عبثي، وهذه الإجراءات مهمة لتعليم الطلبة مدى أهمية الجثة بعد موت الشخص وهذا أمر معرض الطبيب لمعاصرته بشكل كبير أثناء ممارسته لمهنة الطب، بالإضافة إلى أهمية وقيمة الجثة في وجداننا كبشر.

في الوقت الحالي يوجد طرق تعليمية حديثة عالية الجودة في تعليم الطلبة علم تشريح الجسم، مثل التطبيقات التي تتيح إظهار أجزاء جسم الإنسان بشكل واضح ومفصل يكفي حاجة الطالب من تعلم هذه الأجزاء الجسدية، والكثير من الكليات الطبية ترى بأن هذه الطريقة كافية لطلبة الطب في المراحل الأولية لتعلم تركيب جسم الإنسان.

المصادر:
https://www.advisory.com/daily-briefing/2019/10/03/cadavers
https://hub.jhu.edu/magazine/2016/winter/cadavers-anatomy-medical-school/

بالنسبة للجثث التي تجلبها الكليات الطبية الأردنية والتي قمنا نحن عندما كنا طلاباً في تشريحها (في جامعة مؤتة خصوصاً)، حسب ما فهمت بأن هذه الجثث إما تكون لأناس مجهولي الهوية أو لم يتم التعرف عليهم أو لم يسأل أحد عن جثثهم، وبالعادة ما تجلب هذه الجثث من الدول أفريقية، فقد يقوم بعض الناس ببيع هذه الجثث الحقيقية رغم أنه قد يكون محرماً دولياً ولكن لا أعرف التفاصيل عن هذا الموضوع.

الجثث التي درست عليها شخصياً كانت أغلبها لأفارقه، لا أعرف السبب المباشر وراء هذا، ولكن بالعادة ما يتم تحنيط الجثة بشكل جيد لاستخدامها على أعداد كبيرة من الطلاب وقد تحافظ على أجزائها التشريحية لمدد طويلة جداً ويتم استخدامها لأكثر من سنتين في تعليم الطلاب في بعض الأحيان وربما أكثر من ذلك، وبالعادة لا يتوفر إلا جثتين أو ثلاث في قسم التشريح.

تكون الجثث تحت مراقبة دائمة ويمنع لأي أحد التلاعب أو تصوير أو حتى النظر إلى الجثث بدون مراقبة طوال الوقت سواء من قبل الأمن أو من قبل مسؤولين التشريح، وبالعادة حتى لا يهان الميت، يتم تشريح الجثة من قبل المسؤول بمساعدة طلاب الطب في الجامعة، الهدف الرئيسي وراء هذا التشريح هو تعليم الطلاب من الناحية العملية لأنهم يحتاجون إلى خبرة التعامل مع النظام التشريحي للإنسان قبل الذهاب إلى التعليم الكلينيكي والتعامل مع المرضى على نحو مباشر في المستشفيات، فهذا الخبرة لا يمكن اكتسابها على المرضى الأحياء مباشرة إلى بعد فترات طويلة من الاختصاص والتدريب. 
 
بعد الانتهاء من تشريح الجثة، قد يتم تحنيط بعض الأعضاء ووضعها في أماكن تشبه المتحف ليتعلم عليها الأطباء في السنوات القادمة، ويتم إصدار أمر من المحكمة ليتم دفن الجثة في المقابر العامة للناس والصلاة عليه إن كان مسلماً ولكن بالعادة ما يكون غير معروف الديانة.

للمزيد من المعلومات يرجى الضغط على السؤال المراد معرفة المزيد عنه: