ما الذي تشير إليه كلمة جوارح المذكورة في القرآن الكريم

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
٢٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [المائدة: 4]

وفي الآية الكريمة، الجوارح هي ما يصطاده الطير والسباع والكلاب.

في معجم الغني:
جَوارِحْ: من (جَرَحَ)، ويقال، الصقر من الطير الجوارح: أي من الطير الكواسر المفترسة، وهي رتبة جميعها من اللواحم، منها جوارح الليل وجوارح النهار، أما جوارح الليل فهي طير من رتبة الجوارح تشمل (البوم)، وأما جوارح النهار فهي طير من رتبة الجوارح تشمل الصقر والنسر.

وفي الآية الكريمة، يخاطب الله -سبحانه وتعالى- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قائلًا له أن أصحابك يسألونك ماذا أحل لهم من الطعام والشراب، فيبين الله تعالى أنه أحلّ لهم الطيبات من المطعم والمشرب الذي أذن الله أكله من الذبائح، وأحل أيضا مع ذلك صيد ما علّمتم من الجوارح، أي هي من السباع والطير والكلاب والصقور والبهائم التي يعلمها الإنسان على الصيد، فالصقر مثلّا من الطيور، فيتعلم الصيد، وكذلك الكلب أو السبع، إذا علمه الإنسان الصيد فجاز له أكل صيدها.

فهي بحد ذاتها لا يجوز أكل لحمها إذا كانت ذات ناب كالكلاب، أو ذات مخلب مثل الصقور والنسور، لكن، أجاز الله تعالى للمسلمين أكل ما تصطاده تلك الحيوانات، وبين الله تعالى أنها جائزة لأنها معلّمة من قبل الإنسان.


قال الطبري -رحمه الله-: "سميت جوارح لجرحها لأربابها وكسبها إياهم أقواتهم من الصيد، يقال منه: جرح فلان لأهله خيرا: إذا أكسبهم خيرا".

قال الفخر:
في الجوارح قولان:
  • أحدهما: أنها الكواسب من الطير والسباع، واحدها جارحة، سميت جوارح لأنها كواسب من جرح واجترح إذا اكتسب، قال تعالى: {الذين اجترحوا السيئات} [الجاثية: 21] أي اكتسبوا، وقال: {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بالنهار} [الأنعام: 60] أي ما كسبتم.

  • والثاني: أن الجوارح هي التي تجرح، وقالوا: أن ما أخذ من الصيد فلم يسل منه دم لم يحل.


وقوله تعالى: (مكلّبين)، أي هي من الطير والكلاب، حسب إجماع أهل العلم في ذلك.