ما الذي اشتهر به قوم عاد

 قوم عاد هم أنفسهم قوم هود عليه عليه الصلاة والسلام ومما اشتهروا به:
أولاً: قوة أجسامهم وطولها الذي ساعدهم في بناء بنيانهم، فقد ذكر أهل التفسير أكثر من قول في طول أجسامهم:
- فقال بعضهم كانوا: من ستين إلى مائة ذراع!

- وقال البعض الآخر وهو الأصوب: أن طول أجسامهم من سبعة أمتار إلى عشرة! وكانوا قريبين عهد بآدم عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حتى اليوم" متفق عليه

ثانياً: التكبر والتجبر والغطرسة والغرور.

ثالثاً: عبادة الأصنام، وخارجين عن طاعة الله تعالى، ومكذبين لرسله عليهم الصلاة والسلام.

رابعاً: أن بنيانهم متميز بضخامته بحيث لم يخلق مثله في بلادهم في ذلك الوقت.
- قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ *الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) سورة الفجر (6-8)

- أما بخصوص مكانهم فكانوا يسكنون بمكان يسمى الأحقاف وهو مكان بين عُمان وحضرموت في اليمن بأرض مطلة على البحر وهم من العرب البائدة.

- فقوم عاد بعث الله تعالى فيهم رسوله هود عليه السلام، فقابلوه بالتكذيب والإعراض والأذى، فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم، وأرسل عليهم ريح صرصر عاتية جعلتهم صرعى، قال الله تعالى: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) {سورة الذاريات: 41-42}.

- وقال الله تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ*سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية) سورة الحاقة (6-8)

:والمقصود بقوله تعالى: (ذات العماد) في وصف قوم عاد لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد، وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة وأقواهم بطشا، ولهذا ذكرهم هود بتلك النعمة وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم، فقال: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون) سورة الأعراف 69. وقوله تعالى: (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) سورة فصلت 15.