الله عز وجل لم يرسل نبياً أو رسولاً إلى أمة دون أمة، أو إلى قارة دون قارة، بل إنه أرسل أنبياء ورسل إلى كافة الأمم والأماكن بدليل قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نذيرٌ) سورة فاطر /24.
- وقوله تعالى: (وَلَقَد بعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل/ 36 - ونحن لا نعرف جميع الأنبياء والرسل الذي أرسلهم الله تعالى إلى الأرض إلا ما أخبرنا به القرآن الكريم، بدليل قوله تعالى: (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) سورة النساء 164
- لذلك كانت من حكمته وعدله أن لا يعذب أمة لأم يرسل لها رسول، قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) سورة الإسراء 15.
- والتاريخ يؤكد أن معظم الحضارات القديمة قد سكنت منطقة (حوض البحر الأبيض المتوسط) هي: (الشام، ومصر، والعراق، وجزيرة العرب) ومن هنا كانت الكثافة السكانية ـ في الأغلب ـ في تلك البلاد، لذا مناسب جداً لكون أكثر الرسل أرسلوا إلى أهل هذه البلاد.
- وخلاصة القول: أن الله تعالى لم يرسل رسول وأنبياء إلى أرض دون أرض، بل كان الإرسال إلى كافة مناطق الأرض وحسب النسبة السكانية فيها، سواء علمنا ذلك نحن أم لم نعلم.
- وكانت أمة الله تعالى في الأنبياء والرسل السابقين أهم كانوا يرسلون إلى أقوامهم فقط، بينما رسالة الإسلام كونها خاتمة الرسالات السماوية، ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم كونه خاتم الأنبياء والمرسلين، فرسالته جاءت للناس كافة ورحمة للعالمين، ناسخة ومهيمنة على الرسالات السابقة، وكانت ولا زالت وستظل إلى يوم القيامة هي الرسالة الوحيدة والديانة المقبولة عند الله تعالى، قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة آل عمران 19
- وقال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران (85)
- ولكن الحكمة من ذكر القرآن لقصص الأقوام السابقين والأنبياء السابقين هي:
1- مواساة وتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- عبرة وموعظة للمؤمنين بأن يأخذوا الدروس ممن سبقوهم من أتباع الأنبياء السابقين، كيف كان عاقبة الذين آمنوا في الدنيا والآخرة، وكيف كانت عاقبة الذين آمنوا بالرسل ونصروهم في الدنيا والآخرة.
3- أن الرسل السابقين مع أقوامهم كانت كثير منها معروفة ومتناقلة بين العرب - لأن معظمهم كان في منطقة حوض البحر المتوسط، فناسب ذكرهم في القرآن أكثر من غيرهم، والله تعالى له حكمة في ذكر بعض الرسل والأقوام، وفي عدم ذكر بعضهم.