ما الحكم الشرعي في حملات الاستغفار للأموات وهل صح عن النبي عليه الصلاة والسلام؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
هذه الحملات من البدع سواء كانت من أجل الأموات أو الأحياء، ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة رضوان الله عليهم ولا عن السلف الصالح أنهم فعلوا ذلك، ومن فعلها معتقداً بها فقد أحدث أمراً في الدين وهو مردود عليه ويأثم بفعله لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

- وإن كان جاهلاً بالحكم فعليه أن يسأل أهل العلم والاختصاص قبل الشروع في هذا الفعل المبتدع - فهو كذلك آثم ومبتدع.

- لأن شروط قبول أي عمل عند الله تعالى هو:
1- الإخلاص لله تعالى والنية الصادقة.
2- موافقة الشرع ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم.

- وهذه الحملات وإن كان القصد منها الإخلاص لله تعالى ومنفعة الميت، إلا أنها غير موافقة للشرع ولذلك فهي مرفوضة وباطلة ومحدثة في هذا الدين.

- ومن البدع المنكرة الافتراء والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يحددون في هذه الحملات عدداً معين للاستغفار ويحددون الثواب أيضاً المترتب عليه!!!

- حتى أن بعض الرسائل تقول دعونا نستغفر ألف مرة حتى يزيل الله تعالى عنا وباء كورونا!!!

- وهذا كله مخالف للسنة والذي يقوم بنشره جاهل وآثم في الوقت نفسه!!

-فإذا مات العبد انقطع بموته ثواب العمل إلا في حالات ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم مثل ولده يدعو له وكذلك علمه الذي خلَّفه وتركه، والصدقة الجارية أي الوقف "وقد جاء ذكره في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.

- فالمشروع هنا للأموات الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة خيرا من أن تحدث بدعة بسببهم! هي حملة استغفار وغيرها.

- ومع أن الله تعالى قد أثنى الله على المستغفرين فقال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} سورة آل عمران 17
- والاستغفار قد يكون سببا في صرف العذاب عنه، قال تعالى: {وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} سورة الأنفال 33
- وقد أخبر تعالى عن الرسل أنهم أمروا أقوامهم بالاستغفار كما قال تعالى عن نوح: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا} سورة نوح 10

- فالمقصود هنا بالإستغفار الفردي وليس الإستغفار الجماعي، وأن يستغفر المسلم لنفسه أو للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

 والاستغفار  نوعان: مطلق ومقيد.
النوع الأول: الاستغفار المطلق: 
هو الاستغفار في سائر الأوقات ولا يجوز تخصيص وقت أو حال للاستغفار إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني: الاستغفار المقيد: يكون عقب الصلاة والاستغفار في السحر وبعد الإفاضة من عرفة.
- وعليه: فهذه الحملات المنتشرة في رسائل الجوال مما يسمى "حملة الاستغفار أو حملة الصلاة على النبي، أو حملة التسبيح " كلها بدعة؛ لأنها تدعو إلى الذكر في وقت معين مِن كل مَن وصلتْ إليهم هذه الرسالة، والواجب أن تستبدل رسالة حملة الاستغفار برسالة تحمل الدعوة إلى الإكثار من ذكر الله والاستغفار دون تقييد في وقت وكل يذكر ربه ويستغفره متى بدا له، وتذكر دون أن يرتبط في ذلك مع آخرين وهو ما سمي بحملة الاستغفار.

- وأفضل صيغ الاستغفار هي: " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ".
- ووردت أحاديث كثيرة في فضل الاستغفار منها: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد 

 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة