في مرحلة من مراحل الحياة قد تكون هذه المشاعر موجودة لدى البعض نتيجة طبيعة المرحلة العمرية، أو وجود سمة شخصية تتمثل في الحساسية الزائدة، أو فقدان وسائل التواصل والحوار، أو فقدان القدرة على التعبير من جانبك ومن جانب الأم، أو وجود خلل في عملية التنشئة الاجتماعية القائمة على التمييز بين الإخوة، أو وجود بعض العادات والتقاليد التي تجعل من تصرفات الأم مخالفة لما لديك من توقعات شخصية، مهما كانت الأسباب فإن هذا الأمر طبيعي وينتج عنه عدد من الصراعات الأسرية ولكن سرعان ما يتم التخلص منه بامتلاك مهارات جديدة في التفاعل وبناء العلاقة تقوم على الثقة والصدق أو من خلال اكتساب مهارات الاعتناء الذاتي.
طبيعة المرحلة العمرية: هنالك مراحل من الحياة تعد مراحل حرجة وتحدث فيها الكثير من التغيرات النفسية والجسدية ومن أهم هذه المراحل مرحلة المراهقة، حيث إن طبيعة التفكير والشعور فيها يختلف عن المراحل السابقة نتيجة التغيرات الهرمونية والتغير في كيمياء الجسد وعليه يمكن أن تكون في هذه المرحلة الآن والتي فيها نوع من الانفعالية وعدم القدرة على التحكم بالنفس بطريقة تجعل من الام تظهر السلوكيات الانفعالية سلبية بالمقابل والتي يتم تفسيرها من خلالك ونتيجة تفكير معين على أنها مشاعر كره، ولكن هنا الخلل قائم نتيجة عدم امتلاك مهارات التعامل مع النفس والآخر من قبل الطرفين من قبلك ومن قبل الأم، وليس لوجود مشاعر كره أبدًا فلا يوجد أم تكره أبنائها مهما كان الابن ممتلك لصفات سلبية وهذه طبيعة فطرية لدى الأنثى انها عاطفية بدرجة كبيرة ولا تستطيع أن تكره أبنائها.
الحساسية الزائدة: قد تعاني من حساسية عاطفية مفرطة والتي تجعلك تفسر السلوكيات الصادرة عن الأم أثناء التفاعل بطريقة سلبية وتحرف معنها بطريقة تظهر مشاعر الكره وهنا لا بد أن تعلم أن الحساسية الزائدة أساسها الأول والأخير ما لديك من أفكار وطريقة تفكير وعليه يمكن النظر لما لديك من طرق تفكير تتعامل معها مع الأم وتحاول إيحاد السلبية فيها والأساس القائمة عليه والعمل على إعادة تكوينها بحيث تشمل الإيجابية والانفتاح والتقبل والتنوع والبعد عن التحيز.
فقدان وسائل التواصل: أن تفقد وسيلة التواصل ما بينك وبين الأم يعني فقدان القدرة على فهم وجهات النظر وتبادلها ووضع الحلول للخلافات والصراعات الأسرية، وعليه يمكن أن تكون مهارة الحوار السليم بينك وبين الأم مفقودة والتي تجعل من تواصلكم سلبي والذي يفسر من خلالك على أنه دلالة على مشاعر الكره، وبناء على ذلك حاول أن تكتسب مهارة الحوار القائمة على الاستماع والتفكير الناقد والبعد عن إصدار الأحكام والاتهامات وتقديم الحلول واستقبالها ومحاولة تنفيذها بعد التوصل للنقاط الوسطية ما بينك وبين الأم هذه المهارة تطور العلاقة وتجعلها ضمن المشاعر الإيجابية المليئة بالحب والتفاهم.
فقدان القدرة على التعبير والتعاطف: قد تكون أنت أو الأم أو كلاكما فاقدين لمهارة التعبير عن المشاعر سواء السلبية أو الإيجابية، وفقدان هذه القدرة يعني عدم معرفة كل شخص ما لدى الآخر من مشاعر وبالتالي عدم القدرة على تقديم السلوك الفعال اللازم ووضع التفسيرات المخالفة للحقيقة بناء على الأهواء الشخصية والتفكير الشخصي لطبيعة التصرفات، ومن ناحية أخرى قد يكون لدى الأم ضعف في بعض مهارات التعاطف وتقديم الدعم إما لأنها لا تعلم ما لديك من مشاعر أو لأنها لا تمتلك الطريقة الصحيحة في تقديم الدعم. هذا الأمر يجعلك تشعر بالكره لكن الكره هنا هو أمر ظاهر مخالف للحقيقة تمامًا فالام لا تكرهك بل هي فاقدة للمهارة أو أنك غير قادر على التعبير لها بطريقة تستطيع فيها تقديم المطلوب منها ضمن مشاعر الحب.
وجود أساليب تنشئة اجتماعية سلبية: قد يكون لدى الأم بعض الأساليب السلبية في التنشئة القائمة على التميز أو الدلال أو التحيز لجنس مقابل آخر أو لابن على حساب الآخر لوجود عوامل مختلفة، وهنا يمكن أن تكون هذه السلوكيات سبب في أن تشعر بالاختلاف بطريقة سلبية تشعرك بأن لدى الأم مشاعر كره، لكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك.
اختلاف التوقعات عن الواقع: قد يكون لديك توقعات معينة ومفاهيم معينة عن الأم وعن الحياة وعن طبيعة التصرفات لكن هذه التوقعات تختلف مع ما لدى الأم من مهارات وقدرات وبالتالي الشعور بالصدمة التي قد ينتج عنها شعورك بالكره، خاصة في حال كان لديك توقعات ناتجة عن عمليات مقارنة ما بينك وبين الآخرين من أمهات أصدقائك وما يقومون به من سلوكيات وأفعال، هنا لا بد أن تعلم أن لكل أم شخصية تختلف تماما عن أي أم أخرى وعليه لا بد أن تتفهم ما عليه والدتك من طبيعة وشخصية وكيان وتتعامل معها بناء هذا الفهم، بحيث تحقق الاتزان النفسي والعقلي والعاطفي لديك وتبتعد عن الأفكار والمشاعر السلبية.