ما أهم سمات الموسيقى في تاريخ العراق القديم؟

1 إجابات
profile/حيدر-كمال-عبود
حيدر كمال عبود
اهتمام باللغويات والتاريخ والحضارة البشرية القديمة والمعاصرة
.
١٨ فبراير ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
كتب البابليون العديد من القصائد في وصف الأحداث الهامة ووضعوا لها ألحاناً ليترنموا بها ويغنوها في شتى المناسبات. وقد استمتعت كل طبقات المجتمع بهذا الإنتاج الإبداعي بدءاً من الملوك وصولاً إلى الناس العاديين الذين ابتكروا فنوناً فريدة في مجالات الغناء والرقص ليضفوا جواً من الحيوية في بيوتهم أو ليؤدودها في ساحات الأسواق العامة. كما ألفت أغانٍ ليستمع إليها الأطفال خلال نشأتهم ويقدروا الجمال الذي تحمله النغمات الموسيقية المنسابة، وتعاقبت الأجيال تناقل هذه الأغاني سماعاً وكتابةً مع إضفاء بصمات خاصة عليها لزيادة حجم الإرث الفني. أدت هذه الأغاني دوراً محورياً في فهم معلومات جوهرية تخص الأحداث التاريخية القديمة. كما عرف سكان بلاد الرافدين آلة موسيقية وترية مشابهة لآلة العود الشهيرة، فأقدم صورة مرئية للعود تعود إلى حقبة ازدهار مدينة الوركاء في جنوب العراق منذ حوالي خمسة آلاف عاماً، ويحتفظ بها حالياً المتحف البريطاني نظراً لأهميتها في توثيق التاريخ العالمي للموسيقى، حيث تظهر اللوحة شابةً تعزف الألحان بيدها اليمنى على متن قارب. كما وثقت العديد من الآلات الموسيقية التي ذكرت مئات المرات في السجلات القديمة على مر المراحل التاريخية المتعاقبة في بلاد الرافدين، مما يشير إلى تأصل الحس الفني لدى شعوب المنطقة منذ أقدم العصور.