ما أسماء المشركين الذي قتلهم عثمان بن عفان؟

لا يعرف في السيرة ولا في التاريخ أسماء مشركين قتلهم الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه على سبيل الخصوص .

ولكن من المعلوم أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يشارك في غزوة بدر لأنه كان قائماً على تمريض بنت رسول الله وقد أمره رسول أن يبقى بجانبها ، فتوفيت ورسول الله في الغزوة ، فلما عاد رسول الله ضرب له سهماً في الغنائم وجعله كمن شارك فيها لأنه لم يجلس إلا بامر رسول الله .

وفي غزوة أحد قاتل رضي الله عنه أول المعركة مع المسلمين ثم لما انقلب الحال وحاصر الكفار المسلمين واضطربت الأمور وأشيع نبأ مقتل رسول الله وفر بعض الصحابة رضي الله عنهم إلى المدينة كان عثمان فيمن رجع المدينة ، ولكن هذا لا يعيبه لإن الله قد ذكر في كتابه أنه عفا عنهم وتاب عليهم كما ذكر في سورة آل عمران "  إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) ".

وفي غزوة الخندق كان مع المسلمين في الخندق ، ثم في صلح الحديبية كان هو السفير الذي اختاره رسول الله لمفاوضة المشركين وليخبرهم بحقيقة مقصده وهو العمرة ، وكانت مهمة خطيرة لأنه وحده سيكلم كفار قريش ، ولكنه اطاع وذهب وحبسه الكفار حتى أشيع نبأ مقتله وحصلت بيعة الرضوان حتى رجع إلى رسول الله .

وكان مع رسول الله في خيبر وفتح مكة وحنين وتبوك .

فلم يتخلف عن الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن جباناً حاشاه رضي الله عنه ، ولو كان كذلك لرماه اهل الفتنة بذلك لما أرادوا قتله ، ولكنهم لم يجدوا أن يطعنوا به إلا فراره يوم أحد ، وهي شبهة باطلة لأنه ذنب غفره الله لهم وتاب عليهم منه فسقطت مؤاخذته كما قال ابن عمر وأجاب عنه .

ثم أليس صبره على أهل الفتنة ورفضه حصول قتال لأجله وسفك الدم في المدينة حتى كان يمنع الصحابة من الدفاع عنه ،وثباته على موقفه حتى دخل عليه أهل الفتنة بيته وقتلوه وهويقرأ القران صابراً محتسباً ،أليس في ذلك أعظم دليل على شجاعته ورباطة جأشه !

وأمر أخير وهو أنه ليس من شرط كل صحابي أن يكون مبرزاً في القتال والجهاد ، بل قدوزع الله الكفاءات والمهارات كما وزع الأرزاق ، فكانت المهارة وقيادة الجيوش عند خالد وعمرو بن العاص وأبي عبيدة وغيرهم ، والعلم عند عمر وعلي وابن عباس وغيرهم ، والمال والنفقة عن عثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما ،وبعض الصحابة اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من الحرب والنفقة والعلم ،وبعضهم برز في خصلة أو اثنتين ،وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .
والله أعلم