1- الموضوع الأساسي للسورة: هو (التوحيد) وبناء العقيدة في النفوس المؤمنة، وتفي الشريك والولد عن الله تعالى، وقضية البعث بعد الموت.
2- تركز السورة على القصص القرآني والحكمة من وجود القصص في القرآن:
- مواساة وتسلية وتثبيتاً للنبي صلى الله عليه وسلم في أن يثبت على دعوته، وأن يصبر على أذى قومه، كما صبر الأنبياء والرسل قبله على أذى أقوامهم وتحملوا في سبيل تبليغ دعوة الله تعالى إلى الناس.
- في القصص عبرة وموعظة للمؤمنين في أن ينظروا في عاقبة من آمن بالرسل السابقين من الأقوام السابقة وفي عاقبة من كفر كيف كانت في الدنيا قبل الآخرة.
- ومن هذه القصص التي في سورة مريم:
- قصة زكريا ويحيى - حيث وهب الله تعالى نبي الله يحيى بعد أن بلغ من الكبر عتيا، وهذا يدل على قدرة الله تعالى وحكمته في ذلك.
- قصة مريم وولادة عيسى عليه الصلاة والسلام: حيث تبيّن القصة أن عيسى هو إبن مريم وروح من الله تعالى وأنه ليس ابناً لله تعالى، بل أن الله خلقه من غير أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم فخلق آدم فيه إعجاز أكثر من خلق عيسى عليه السلام.
- كما في هذه القصة رد على النصارى الذين يؤمنون بعقيدة التثليث (الأب والابن والروح) ويدعون أن عيسى هو إبن الله تعالى، بل هو بشر كباقي البشر - وهو نفخة من الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه - وأنه لم يصلب بل رفعه الله إليه ، وأنه سوف ينزل قبيل قيام الساعة ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال .
- وجزء من قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أبيه وقومه - والتي تمثل قمة الرحمة والرقة والخطاب بين الأبن وأبيه ، وأن هدف الأبن كان إنقاذ أبيه من النار من خلال إيمانه بالله تعالى وترك عبادة الأصنام.
- وبعض الإشارات القرآنية إلى كل من (إسحاق ويعقوب، وموسى وهرون، وإسماعيل، وإدريس. وآدم ونوح ) ويستغرق هذا القصص حوالي ثلثي السورة. ويستهدف إثبات الوحدانية والبعث، ونفي الولد والشريك، وبيان منهج المهتدين ومنهج الضالين من أتباع النبيين.
- يعني أن عدد الأنبياء والرسل الذين تم ذكرهم في هذه السورة هم (اثني عشر نبياً).
3- ثم يذكر الله تعالى بعض مشاهد القيامة - من البعث إلى الحساب والصراط والجنة أو النار.
4- الجدال مع المنكرين للبعث والحساب ثم عرض لمصارع المعرضين المكذبين في الدنيا وما أعد الله لهم من العذاب المقيم في الآخرة.
- والسمة البارزة في السورة هي سمة الرحمة والرضى والاتصال. فهي تبدأ بذكر رحمه الله لعبده زكريا {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} وهو يناجي ربه نجاء: {إذ نادى ربه نداء خفيا}.. ويتكرر لفظ الرحمة ومعناها وظلها في ثنايا السورة كثيرا. ويكثر فيها اسم الرحمن - ورد في السورة ذكر الرحمن ستة عشرة مرة - وهي أكثر سورة في القرآن الكريم يذكر فيها اسم الله الرحمن، كما يصور النعيم الذي يلقاه المؤمنون به في صورة ود: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} ويذكر من نعمة الله على يحيى أن آتاه الله حنانا {وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا}. ومن نعمة الله على عيسى أن جعله برا بوالدته وديعا لطيفا: {وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا}..
- وننبه إلى أمرين هنا :
1- سبب تسمية السورة: سميت سورة مريم لبيان المعجزة الباهرة والخالدة، في خلق إنسان بلا أب، ثم إنطاق الله للوليد وهو طفل في المهد، وما جرى من أحداث غريبة رافقت ميلاد عيسى عليه السلام.
2- الحروف المقطعة في بداية السورة : والتي تختلف عن باقي الحروف المقطعة الأخرى في عدد حروفها وسياقها ونطقها - والقول الفصل في الحروف المقطعة: أنها جاءت على سبيل التحدي والإعجاز ولا يعلم معناها إلا الله تبارك وتعالى .