لماذا يمكن للمرأة أن تحج بملابسها العادية، على عكس ملابس الرجل المحددة للحج؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
من المعلوم أن الرجل المحرم لا يجوز له لبس المخيط المفصل على قدر العضو كالبنطال والقميص ، بينما المرأة يجب عليها أن تلبس لباسها الشرعي المعروف الذي تغطي به جميع الجسد من الجلباب الفضاض وغطاء الرأس وتغطي وجهها -إن كانت ممن كانت تغطي وجهها - ولكن دون انتقاب .

ففي الحديث المتفق عليه : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يلبس القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران أو ورس ).

أما لباس النساء : 
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ) رواه أحمد وأبو داود .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فلها أن تغطى وجهها ويديها ، لكن بغير اللباس المصنوع بقدر العضو ، كما أن الرجل لا يلبس السراويل ، ويلبس الإزار " .

أما الحكمة في إلزام الرجل بعدم لبس المخيط وما فصل على قدر العضو هو إظهار الذل والافتقار  والعبودية بين يدي الله سبحانه ، فيخرج الإنسان من متاع الدنيا وزينتها وزخرفها ولباسها المعروف ليلبس هذا اللباس الذي يتساوى فيها الجميع ، ليتذكر العبد حقيقته وحقيقة الموقف الذي سيقفه بين يدي ربه يوم القيامة .

لكن لما كان هذا اللباس فيه كشف لبعض البدن ، والحركة فيه ليس بتلك السهولة ، وقد يكون فيه كشف مواضع أخرى من البدن أثناء الحركة والانتقال ، لم يناسب ذلك المرأة قطعا ، لأن المطلوب من المرأة هو الستر والعفة والحجاب خاصة في هذا الموقف المهيب ، فلا يليق إلزامها بلباس خاص قد يكون لبسها له فيه كشف لبعض مواضع بدنها .

بل هي مأمورة بالالتزام بحجابها ولكن بدون نقاب وإنما تغطي وجهها بسدل الخمار من فوق رأسها .

والله أعلم