أسباب هذا الكره عديدة ولا يمكن إيجاد سبب واحد لهذه المشكلة.
وأهم هذه الأسباب:
أولًا: وجود عقدة قابيل؛
تعتبر هذه العقدة أحد أشكال التنافس العدائي الذي يكون فيه الفرد كاره لتفوق الآخر سواء أخ أو صديق أو زميل.
يظهر الشخص ضمن هذه العقدة في حال وجود التفوق؛ العدائية اللفظية أو السلوكية من خلال:
* استخدام الكلمات النابية.
* الإذلال والتقليل من الشأن.
* استخدام العبارات التي فيها حكم وتوجيه اتهامات.
* وفي حالات عدة العداء الجسدي.
السبب في هذه العقدة التي تشكل الكره من التفوق؛ التعرض لأساليب تشبه سلبية؛
وهنا الأهل هم العامل الأول في أن يكون الفرد ظاهر بهذا الشكل من خلال استخدام الأساليب التالية في مرحلة الطفولة:
- المقارنة؛ وهنا وعند الوصول لمرحلة الرشد يبقى أثر المقارنة الذي كان ظاهر في مرحلة الطفولة بحيث يخشى الفرد أن يتعرض لمثل هذه المشاعر السبية من جديد فيكره تفوق الآخرين حتى لا تتم مقارنته بهم ويشعر بالضعف.
- التمييز؛ وهنا ونتيجة التمييز في مرحلة الطفولة؛ قد يخشى الفرد تميزه عمن يتقوف عليه.
وبالتالي وجود تمييز في المعاملة يعيد المشاعر السلبية القديمة وبالتالي الشعور بالتهديد وإظهار الكره للشخص المسبب في هذه الحالة نتيجة التفوق.
- النقد المستمر؛ وهنا وجود شخص متفوق يعني وجود نقد مستمر على الفرد.
وبالتالي هو يكره أن يتفوق عليه الآخرين حتى لا يكون تحت ضغط المقارنة المستمرة التي تشعره بدتني احترام وتقدير الذات.
ثانيًا: الغيرة المرضية؛
الغيرة هي شكل من أشكال الاضطرابات النفسية التي تتراوح ما بين البسيط التأثير وبين التأثير الشديد.
وفي حال وجود الكره يمكن القول أن الغير هنا مرضية. وبأشدها وسبب في وجود الخوف من تفوق الآخرين.
حيث مشاعر الخوف والتهديد التي تكون ضمن حاله الغيرة والتي تهدد المكانة هي السبب في ظهور هذه الحالة والمشاعر واستمرارها وتكرارها.
قد يكون التهديد ضمن العمل، أو البيئة التعليمية، أو ضمن الأسرة بين أفراد العائلة أهم عامل من عوامل الغيرة التي تفسر مشاعر الكره من تحقيق النجاح من قبل الآخرين.
ثالثًا: فقدان الثقة بالنفس والكفاءة والرضا النفسي.
عدم امتلاك مهارات معينة لتحقيق النجاح لا عني بالضرورة عدم القدرة اكتسابها لكن يعني الشعور بعدم الثقة والوثوق بالنفس.
وأهم أعراض عدم الثقة، كره تحقيق النجاح من قبل الآخرين حتى لا يتذكر الفرد ما لديه من الضعف الشخصي.
ومن ناحية أخرى عدم الشعور بالكفاءة وفهم أن هنالك فروقاً فردية بين الأشخاص وفقدان الوعي الذاتي سبب في إجراء المقارنات الغير عادلة بين النفس والآخرين.
وبالتالي الشعور بالدونية والضعف في حال تحقيق التفوق في أمر هو لا يستطيع تحقيقه.
وهنا للمجتمع دور مهم في هذا الأمر، حيث خوف الشخص من فقدان التقدير والقيمة الذاتية نتيجة تأثر وفقدان التعزيز الخارجي من المجتمع سبب في تطور هذه المشاعر السلبية.
ومن ناحية أخرى؛
- عدم الرضا النفسي.
- وجود اللوم الذاتي.
- انتقاد النفس بشكل دائم.
- وجود الأفكار السلبية عن النفس.
سبب في كره أن يحقق الآخرين الإنجازات لأنها سبب في إثارة مشاعر الفشل والكسل والفقر المهاري التقني.
رابعًا: الخوف من فقدان السلطة.
قد يكون شخص ما في موقع سلطة دون امتلاكه المهارات الحقيقية التي تؤهله لهذا الأمر.
وهنا يكره أن يتفوق أحد عليه خوفًا من فقدان السلطة التي من خلالها يشعر بأهميته وقيمته.
هذا يعني أن فقدان السلطة يعني فقدان قيمة الذات، فالشخص هنا يعتمد على العامل الخارجي في نظرته لذاته لا يعتمد على دوافعه الداخلية.
خامسًا: فقدان القيم الأخلاقية المنظمة للحياة والنفس؛
وهنا يمكن القول أن فقدان الأخلاق التي تضع الحدود لنفس وللأخرين مفقودة.
فمن لديه قيم وأخلاق حسنه يلتزم بها ويعلم أن نجاح الآخرين سبب في تطور المحيط والمجتمع والحياة وتطوره أيضًا.
أما من هو متمركز حول ذاته ولا يرى من نجاح الآخرين إلا الأثر المترتب عليه والذي يكون غالبًا سلبي لأنه قد يكون فاشل فهو فاقد للأخلاق والقيم العامة.
فهذا الشخص يرغب في أن يرى الجميع بحاله تشابه حالته فإن كان فاشل فلا بد للجميع من أن يكونوا فاشلين.