السبب الرئيسي وراء احمرار الوجه أو الوجنتين سواء كان عند الخجل أو عن الضحك هو بسبب زيادة تدفق الدم في الأوعية الصغيرة التي تغذي الجلد الموجود في تلك المناطق، يحدث ذلك عادة بسبب زيادة في حركة عضلات الوجه بالتحديد، فعندما تزداد الحركة في العضات يزداد تدفق الدم إليها وقد يزداد أيضاً إلى المناطق المحيطة بها مثل الجلد الموجود في الطبقة العليا من الوجه، الزيادة في هذا التدفق يرجع إلى الطلب الزائد من قبل هذه العضلات للمزيد من الأكسجين، وكما نعرف أن الضحك يحرك كمية كبيرة من عضلات الوجه وبالتحديد ما يقارب ال 30 عضلة في كل عملية ضحك وهذا يلعب دوراً كيراً في زيادة العوامل أو الإنزيمات المفرزة لزيادة التدفق وتوسع الأوعية الصغيرة الموجودة في الوجه حول هذه العضلات.
ولكن تحرك العضلات هو ليس الأمر الوحيد الذي يلعب دوراً في هذه العملية، فمثلاً، الضحك يقلل بشكل من الأشكال من إفراز هرمون الأدرينالين الذي يفرز من الغدة الموجودة فوق الكلية، وكما نعر بأن هرمون الأدرينالين هو هرمون مسؤول ويفرز في حالات الخوف للقتال أو الهروب، هذا الهرمون يقلل من تدفق الدم إلى الجلد بشكل خاص ويركز تدفق الدم إلى المناطق المهمة فقط مثل العضلات والدماغ، وبما أن زيادته تقلل من تدفق الدم ويظهر الجلد شاحباً، فلذلك أيضاً نقصانه بسبب الضحك سيسبب زيادة في تدفق الدم إلى الجلد، والأمر الذي قد يزيد من احمرار الوجنتين.
الهرمون الآخر الذي لها تأثيرات مشابهة هو هرمون الدوبامين، هذا الهرمون أو الذي أيضاً يعمل كمستقبل عصبي في الدماغ هو المسؤول عن تنظيم حالات الشعور بالمتعة والمكافأة في الدماغ، ويزداد بشكل كبير في حالات مثل الضحك أو الخجل أو تناول الكحول أو الأطعمة أو المشروبات أو تناول بعض أدوية أو التمارين الرياضية أو الجنس، ولذلك تجد عند بعض الناس بعد القيام هذه الأمور تجد وجنتيه بدأت بالاحمرار، والسبب لذلك هو انتقال هرمون الدوبامين في الدم ووصوله إلى مناطق الأوعية الدموية الصغيرة الموجود في الجلد وتأثره على العضلات الملساء الموجودة هناك وعمله على توسيع الأوعية الدموية من خلال إرخاء هذه العضلات.
وهرمون آخر يساعد في هذه العملية هو هرمون الكورتيزول، هو هرمون تقل مستوياته في حالات الضحك أو الخجل، وهذا أيضاً قد يساعد على احمرار الوجه بنفس الطرق السابقة التي ذكرتها وبطريقة مشابهة قليلاً للهرمونات السابقة. وهنالك أيضاً العمليات العصبية التي تحدث في الدماغ والتي قد تؤثر على توسع الأوعية الدموية في الجلد، وهذا أمر بارز خصيصاً أثناء البكاء أو الخجل أكثر من غيره.
الأمر الذي قد يساعد في التقليل من هذا الاحمرار هو من خلال تبريد الوجه أو الوجنتين، من خلال تبريد الوجه بشكل لطيف من الممكن أن يقلل من الاحمرار وذلك لأن هنالك أعصاب متخصصة لقياس درجة حرارة الجلد والتي ترسل الإشارات إلى الأعصاب المتخصصة في حال نقص درجة حرارة الجلد، فعندما يحدث ذلك، وكطريقة ليحمي الجسم نفسه من أن يبرد وليحافظ على درجة حرارته، يقوم الجسم بإرسال الإشارات إلى الأوعية الدموية في الجلد لتقوم الأوعية بالتقلص وتقليل تدفق الدم لهذه الأنسجة من أجل المحافظة على درجة حرارة الجسم من أن تفقد عبر الجلد، وذلك لأن درجة حرارة الدم تمثل درجة حرارة الجسم كونه ينتقل في جميع أعضاء الجسم.
للمزيد من المعلومات عن:
يرجى الضغط على السؤال المراد معرفة المزيد عنه.
المصادر المرجعية: