لماذا يعتبر الخريف من أجمل فصول السنة

1 إجابات
profile/سندس-الفقيه-1
سندس الفقيه
بكالوريوس في هندسة معمارية (٢٠١٤-٢٠١٩)
.
٢٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هل حقاً الخريف هو الفصل الأجمل؟ هناك من سيشاطرك الرأي وهناك من سيخالفك، فهذا رأي يعتمد على الحس والشعور، بالتالي فهو قابل أن يكون متحقق في نظر أشخاص، وألا يكون كذلك في نظر آخرين.

لا أدري لماذا أربطه أحياناً بما أعيشه فيه من اكتئاب وحزن ومرض، ربما هذا عائد لتقلب الحالة الجوية وانخفاض درجة الحرارة الناجم عنه نقص فيتامين د، مما يعني تغير الحالة المزاجية.

لكنني مثلك أيضاً أحب الخريف، ولكن أحب الربيع أكثر أو دعنا نقول أواخر الشتاء بدايات الربيع أي نهاية شهر فبراير إلى بداية شهر مارس، حيث تكون الجبال والسهول طبقة واحدة من الخضار متعدد الدرجات، واللوز مزهر، والجو متقلب بين الدفء والبرودة.

يكون للشمس حينئذ اشتياق خاص، نبحث عنها فنجلس تحتها نلتقط ونجتذب دفئها، نلتقط صورنا بين أزهار الربيع والدحنون الأحمر. وبين أغصان اللوز المزهرة ضمن مشهد مثير للاهتمام.

لماذا تعتقد أني بدأت بهذه المقدمة؟ هل لأقول لك أنت مخطئ الخريف ليس من أجمل فصول السنة؟ لا يا عزيزي بل أنا أوافقك الرأي هو من أجمل فصولها فعلاً، لكنني محرومة من جماله.. إذ إن الخريف في عقلي مرتبط بتلك اللوحة الفاتنة بألوانها البرتقالية والصفراء والحمراء والبنية، في مزيج لا مثيل له من الجمال!

على جانبي طريقٍ ما، تجتمع أغصان أشجار الضفتين مكونة قوس يصلح أن يكون إطار رائع لصورة تذكارية جميلة. الأوراق منقسمة إلى فريقين، فريق متناثر في كل مكان وفريق متشبث بأغصانه آيل للسقوط، ألوانها متدرجة بالألوان الدافئة التي تحرك مشاعر الحب والعشق، ينقصها أن يمر بينها عاشقين، يتسامران بصمت يختلج المكان.

ياااه، سرتُ في خيالي فعلاً، أنا يا صديقي أتمنى أن أمشي يوماً في مكان كهذا. وأريد أن أكون وحدي أستنشق هذا العبق. ربما لم أعترف لنفسي يوماً أن الخريف فعلاً هو من أجمل الفصول لأني لم أعش هذا الجمال من قبل.

الآن أعترف، فبعد أن سمحت لي بالعيش فيه بخيالي، وكما يقال: "لا بأس بشيء من الخيال طالما سيشعرنا بالأمان"، فإني أعترف متيقنة علم اليقين الخريف من أجمل فصول السنة، وبانتظار أن أتيقن حق اليقين بعيش هذا الشعور فعلاً.

لو كنت أعلم أنك ستجبني، كنت سألتك لماذا أنت تحب الخريف؟

ربما ستقول لي جوه المعتدل، وهذا صحيح فالخريف يتميز بأجوائه اللطيفة المعتدلة غير الحارة، المائلة إلى النسمات الباردة، وهو جو محبب لدى الكثيرين.

يبدأ الخريف من يوم 23 سبتمبر وحتى يوم 22 ديسمبر، حسب ما تم تحديده فلكياً، وبالفعل يلاحَظ بعد النصف الأول من سبتمبر أن الأجواء تبدأ بالاعتدال، وحرارة الصيف تهدأ، فالخريف واقع بين حر الصيف وبرد الشتاء يتوسطهما من حيث الزمان والمكان والأجواء والألوان.

ربما يحب الناس الخريف لأنهم عاشوا فصول الصيف بحرارته العالية فاشتاقوا لنسمة باردة يأتي لهم بها الخريف. تلك النسمات التي تهب فتنعش أجسادنا وأرواحنا، انخفاض الرطوبة في الأجواء مما يجعل تنفسنا أكثر انتظاما، انخفاض درجة الحرارة خصوصًا أثناء الليل مما يعني نوم منتظم وقلق أقل.

ما يميز الخريف أيضاً أنه مناسب للكثير من النشاطات، كالسفر والتنقل والصيد وركوب الدراجات وغيرها من الأنشطة والفعاليات. كما أنه يساعد على استعادة الإنسان لنشاطه البدني الذي خمل في الصيف، ويساعده على ممارسة الرياضة بدون إرهاق وتعب.

كما يحبه الفلاحون والمزارعون فهم يحصدون منتجاتهم ويجلب لهم الرزق والخير والبركة، فترتوي الأرض بعد العطش والجفاف الذي لاقته في الصيف. وهو فصل العمل، حيث يقوم الفلاح بالاهتمام بالتربة، وذلك من خلال حرث الأرض وتقليب التربة جيداً، حتى يتم الاستفادة من جميع العناصر المفيدة للنبات. ويزرعون فيه القمح والشعير، وشجر الدردار وأشجار النخيل.

قالوا في الخريف: “الخريف هو ربيع ثانِ..  حين تكون كل ورقة زهرة”، ولولا الخريف لما حلّ الشتاء!

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة