السبب الرئيسي وراء ذلك هو الخاصية الاسموزية وتسرب الجلوكوز إلى البول.
الآن في الوضع الطبيعي، عندما يتسرب الجلوكوز أو السكر الموجود في الدم عبر الكلية إلى الأنابيب الموجودة في الكلية، يتم امتصاصه بشكل كامل قبل وصوله إلى المحطة الأخيرة ليصبح جزءاً من البول.
ولكن في حالة مرض السكري، تترسب كمية كبيرة من السكر إلى هذه الأنابيب في الكلية، ولا تستطيع الكلية إرجاع هذه الكمية الكبيرة من السكري بأجمعها من خلال إعادة امتصاصها بسبب عدم وجود حد لقدرتها على امتصاص السكر من هذه الأنابيب، ففي هذه الحالة، تزيد نسبة السكر في البول.
ولكن
ما علاقة هذا بزيادة كمية الماء في البول أو كثرة التبول عند مريض السكري؟ الجواب ببساطة هو الخاصية الأسموزية،
الخاصية الأسموزية تعني انتقال الماء من التركيز الأقل من المواد إلى التركيز الأعلى (إذا أردت رؤية صورة توضيحية لهذه الخاصية،
اضغط هنا)، وبسبب زيادة تركيز السكر في البول في هذه الأنابيب، يتم سحب الماء من الدم إلى البول، فتزداد كمية البول الخارجة في كل مرة تقوم الكلية بالترشيح والتنظيف من السموم، ولهذا السبب بشكل أساسي، تحدث كثرة التبول.
ولنفس السبب أيضاً، تجد أن مرضى السكري يعانون من العطش المستمر بالرغم من شرب الكثير من الماء، وذلك لأن الماء يستمر بالذهاب إلى البول بكميات كبيرة مادام هنالك زيادة في معدلات السكر في الدم، ولذلك لا يتم علاج حالة العطش هذه إلى عندما يتم علاج السكري أو تنظيم معدلات السكر في الدم بشكل جيد.
الآن في حالة نقص الماء في الدم، هنالك هرمون يفرز من الدماغ يسمى بهرمون المضاد للإدرار، هذا الهرمون يعمل على إعادة امتصاص الماء من الأنابيب الموجودة في الكلية لمقاومة تأثير خروج الماء بسبب الخاصية الأسموزية، ولكن بسبب أن تركيز السكر في البول يبقى مرتفعاً حتى مع وجود هذا الهرمون، فتستمر عملية فقدان الماء، ولذلك أيضاً مرضى السكري معرضين للجفاف بشكل أكبر من غيرهم، بالرغم من أن تسرب السكر المستمر من الممكن أن يقلل من نسب السكر في الدم ويقلل من عملية الإدرار في البول بسبب الخاصية الإسموزية، ويسمح للكلية بأن تقوم بإعادة امتصاص الجلوكوز كاملاً.
وأيضاً يمكن ربط العديد من المضاعفات التي تحدث في مرضى السكري بهذا الأمر، فمرضى السكري يعانون من خطورة في تلف الكلية، وذلك لأن التلف من الممكن أن يحدث بنفس الطريقة التي ذكرتها، فالكلية تحتوي على كبيبات، هذه الكبيبات تحتوي على ثقوب صغيرة، وهذه الثقوب مسؤولة عن تمرير السموم والمركبات صغيرة الحجم، ومنع البروتينات كبيرة الحجم والتي يحتاجها الجسم من الخروج مع البول، ما يحدث عند مرضى السكري، هو أنه بسبب زيادة دفع الماء إلى أنابيب الكلية، تتأثر هذه الكبيبات بالضغط الناتج عن إدرار البول المستمر، وبسبب ذلك تتوسع هذه الكبيبات بشكل كبير أكبر من الطبيعي.
بسبب هذا التوسع في الكبيبات، تتوسع الثقوب الموجودة فيها لدرجة كافية لتسمح بمرور البرويتنات المفيدة وخروجها مع البول، وبناء على ذلك يحدث ما يسمى بالبيلة
البرويتينة، بسبب ذلك يحدث تلف للكلية ويصعب على الكلية التحكم بما يخرج ويدخل منها، ولذلك يتم وصف لجميع مرضى السكري مانعات للإدرار في البول، مثل
مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين الذي يقوم بالتقليل من هذا الضغط من خلال التقليل من الأيونات في البول.
للمزيد من المعلومات عن: