لماذا يتوجب علينا حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٨ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
حفظها ليس بواجب، ولا يجب عليك كوجوب شرعي إلا حفظ ما تصح به صلاتك وهي سورة الفاتحة!

ولكن حفظها مسنون مستحب لما جاء في الحديث أن من حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة المسيح الدجال،
ومن أدرك فتنة المسيح الدجال ولقي الدجال فإنه يعصمه منها قراءة أول عشر آيات من سورة الكهف.

فعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من فتنة الدجال" ({واه مسلم وغيره).

وجاء في الحديث الآخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الدجال وفتنته (.. فمن أدركه منكم - يعني الدجال - فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف). رواه مسلم 

فحفظ هذه الآيات مستحب لما لها من فضيلة الحفظ بإذن الله من فتنة المسيح الدجال وهي أعظم فتنة إلى قيام الساعة.

ويظهر - والله أعلم - أن وجه الحكمة من اختصاص هذه الآيات بالحفظ من فتنة الدجال أن هذه الآيات إنما تخبر عن قصة فتية الكهف وما تعرضوا له من فتنة من دينهم، حيث أنهم خالفوا قومهم وخرجوا عنهم لما أعلنوا التوحيد والإيمان بالله وحده وكفروا بما يعبده قومهم من أصنام، فتهددهم قومهم إن لم يرجعوا إلى دينهم، ففضلوا الهجرة والاعتزال وترك ديارهم وأهلهم والفرار بدينهم لأجل الله وفي سبيله، فحفظهم الله وحصلت القصة والكرامة المعروفة.

وهذا مناسب لفتنة الدجال، فإنه فتنة لكل الناس في عقيدتهم وإيمانهم فإنه يبدأ الزعم أنه نبي ثم ينتقل إلى ادعاء الربوبية ويعطيه الله من القدرات ما يكون فيه امتحاناً لإيمان الناس، فإن معه جنة وناراً، ويأمر الأرض فتخرج كنوزها ونباتها لمن آمن به وصدقه، وتحبس خيرها عمن كفر به وكذبه.

فلما كانت هذه فتنته فيها فتنة للمؤمن في عقيدته فإن قراءتك لقصة فتية الكهف تذكرك بما تعرضوا له وتدعوك إلى الصبر وتجعل لك أسوة حسنة فيهم، وترشدك إلى أن الفرار بالدين والاعتزال خير من متابعة أولئك الدجالين وأنت تتذكر مصير كل من الفريقين.

والله أعلم 





  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة