السبب في هذا الحزن يعود لأسباب نفسية فكرية وأخرى تتعلق بكيمياء الجسد تتضمن اختلافات على هرمونات الجسد (السيروتونين/الميلاتونين).
أولُا: الاضطرابات العاطفية الموسمية (أسباب نفسية):
وهو نوع من أنواع الاكتئاب الذي يحدث نتيجة تغيير الفصول، عادة ما يبدأ وينتهي في وقت محدد من العام
وغالبًا ما يبدأ هذا الاضطراب مع بداية فصل الخريف ليستمر فترة فصل الشتاء أيضًا، ويمكن القول أن طبيعة البيئة والاختلاف الحاصل
والذي يشمل (درجات حرارة تعري الأشجار الهواء والأجواء المغبرة، تلبد السماء بالغيوم)
كلها مظاهر تفتقد للحيوية والحياة مما ينعكس أثره على بعض الأشخاص بشكل كبير ويظهر على شكل حزن واكتئاب.
ثانيًا: السبب الكيمائي الجسدي يتمثل في انخفاض مستويات السيروتونين:
والذي هو من الهرمونات التي تلعب دور كبير في تعديل المزاج والشهية وأنماط النوم،
وينخفض هذا الهرمون في هذا الفصل نتيجة انخفاض أشعة الشمس بحيث تساعد أشعة الشمس في زيادة إنتاج هذا الهرمون في الجسد.
مقابل زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يزيد من الشعور بالاكتئاب والنعاس، كما أن نقص فيتامين د قد يؤثر على المزاج نتيجة انخفاض.
ومن الأسباب النفسية وقد يكون السبب في هذا الحزن وجود بعض الارتباطات ما بين بداية هذا الفصل وأمور معينة في الحياة
مثل بداية العام الدراسي والخوف من المستقبل المجهول العلمي أو معرفة طبيعة الأيام القادمة وانخفاض مستويات الأنشطة الخارجية والاجتماعية
ونتيجة التكرار المستمر للفصل مع بعض الارتباطات هذه ينتج هذا الشعور.
يظهر الحزن في فصل الخريف على شكل:
- مزاج منخفض واكتئاب.
- الشعور بالقلق.
- الخمول والتعب والشعور بالرغبة في النوم باستمرار.
- فقدان القدرة على الشعور بالحيوية والفرح اثناء القيام بالأنشطة اليومية.هنالك
ثالثا: بعض السمات الشخصية التي تساهم في الشعور بالحزن
وهي النمطية والخوف من التغير. مع هذه السمة الشخصية وعند حدوث التقلبات يزداد الشعور بالحزن والاكتئاب
لأن التغيير الحاصل سبب في الشعور بالضغط والتوتر وبالتالي الحزن لفقدان القدرة على التكيف والتأقلم على طبيعية الحياة
حيث تصبح الأيام قصيرة والليالي طويلة ويفقد بعض الأشخاص إتمام بعض الفعاليات ويصبحون تحت ضغط جدول زمني جديد لتنفيذ أكبر قدر ممكن من الأعمال لاستغلال الوقت.
ومن الأسباب التي تجعل الخريف أيضا سبب في الحزن والتي قد تعتبر أيضًا نفسية ارتباط هذا الفصل بمشاعر الوحدة،
فنتيجة اختلاف التفاعلات الاجتماعية ولقلتها مقارنة بالصيف والربيع يمكن أن يزداد الشعور بالوحدة لدى بعض الأشخاص ليجدوا أنفسهم وحيدين في أغلب الأحيان
مما يشعرهم بالحزن والاكتئاب خاصة في حال عدم وجود علاقات عاطفية مثل الارتباط والزواج.
يمكن التعامل مع هذا الحزن والتخفيف من أثره عن طريق:
- الحصول على أكبر قدر ممكن من الضوء؛
تخصيص أوقات خلال أيام الخريف والاستفادة بأكبر قدر ممكن من أشعة الشمس
أمر مهم يساعد في أن يعود الجسم ويفرز هرمون السيروتونين بطريقة تعيد لكيمياء الجسد عملها بطريقة طبيعية
مما يقلل من الشعور بالاكتئاب ويحسن المزاج، هنا يمكن الاستيقاظ مبكرًا وتنظيم القوت،
وجعل أوقات النوم مبكرة قدر الإمكان حتى يقل الشعور بساعات الليل الطويلة الوحيدة،
وهنا يمكن أن يتم محاكاة أشعة الشمس في المنزل باستخدام إضاءة معينه وبوضعها بطريقة هندسية تراعي الانعكاسات خاصة أثناء الصباح لأن في الخريف يكون الصباح متأخرًا.
- ممارسة التمارين؛
وضع جدول يومي يتم فيه ممارسة أنواع عدة من التمارين الجسدية وبما في ذلك تمارين التأمل سبب في تخفيف الحزن،
لأن الطاقة والجهد المبذول أثناء هذه التمارين يساعد على توازن كيمياء الجسد والشعور بالراحة والتخفيف من الشعور بالألم الجسدي والنفسي نتيجة الحزن.
- تغيير النظام الغذائي؛
غالبًا ما يعتاد بعض الأشخاص وخلال الصيف والربيع على نظام غذائي قائم على الفواكه والسكريات والتي لها دور في زيادة هرمون السعادة،
وهنا لا بد من إيجاد نظام غذائي يعادل ما يفقده الجسم نتيجة اختلاف طبيعة الطعام
وتوفير أكبر قدر ممكن من السوائل التي تساعد على الشعور بالاسترخاء والراحة وتقلل من الجهد العصبي والعقلي والجسدي.
- وضع أهداف جديدة؛
لا بد من وضع أهداف جديدة يمكن أن يتم تحقيها في بداية هذا الفصل وتنظيم الوقت الطويل وخاصة الليلي في تحقيق هذه الأهداف
ولا بد أن تتوافق هذه الأهداف مع ما لديك من قدرات ومهارات ولا تكون ذات مستويات عالية حتى لا يزيد الشعور بالحزن.
- تعامل مع عقلك؛
لا بد وبشكل مستمر من أن تتعامل مع عقلك وتعيد نظرتك للأمور وتتذكر بأن هذا الشعور ناتج عن عوامل خارجية
وليس لأنك على خطأ تذكر دائمًا أنك قادر على التحكم بما هو حولك وليس العكس، هذه الطريقة تقلل من أثر الحزن بقدر كبير.
- اطلب الدعم؛
في كل مرة تشعر بها بالحزن تفاعل مع أحد مقرب واطلب منه التواجد إلى جانبك وعبر عن ما لديك من مشاعر
وشارك تجاربك حتى تتمكن من الاقتناع بأن ما تمر به من أمر قد يكون متشابه مع الآخرين مما يخفف من الأثر السلبي.