لماذا نزع حظ الشيطان من صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

لحادثة شق الصدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم معان كثيرة منها ما هو ظاهر البيان لشدة وضوحه ومنها ما هو معنوي 
الدلالة ، ومنها ما هو متصل بالرحمة التي اختص بها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم .
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم شق صدره الشريف مرات ثلاث .
أولاهما وهو طفل لم يتجاوز الخامسة  وقد جاء في صحيح مسلم 
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك
.....) 
ومرة أخرى عند البعثة وقد أخرج حديثه البخاري في باب المعراج 
وثالثة عند الإسراء
وقد وردت  بذلك أحاديث في الصحيحين. 
وهذا حتى تكتمل عصمة النبي صلى الله عليه وسلم الجسدية والنفسية والروحية 
ويصبح مؤهلا لتلقي الواردات الإلهية بعد أن نزع منه حظ النفس والجسد ونال العصمة من الشيطان كاملة.
وإن المعنى الروحي من ذلك أنه كان يمكن أن تناله رحمة من الله إن تمكن من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم 
لأن رسول الله نبي الرحمة فهو رحمة للعالمين وكل من له صلة برسول الله
متعرض للرحمات فصلى الله عليه وسلم كان يدعو حتى للكافرين والعاصين ،
والشيطان قد سبق القول فيه أنه من أهل النار فكانت الحكمة الإلهية أن يكون خارج قلب رسول الله كي لا يتعرض لرحمة الله .

لقد حدثت حالة شق الصدر وإخراج حظ الشيطان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين :
1- المرة الأولى : عندما كان عند حليمة السعدية طفلاً صغيراً . لتكون بمثابة الإعداد الإلهي للبعثة وتقبل الدعوة وتبليغها والصبر على أذى قريش وغيرهم من الأعداء . 
2- المرة الثانية : ليلة الإسراء والمعراج . لتكون بمثابة الإعداد الإلهي أيضاً لهذه الرحلة المباركة  ، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه؟ ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا )
-والحكمة من ذلك : تطهير قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، بحيث لا يكن للشيطان فيه مكان ،ولا يستطيع الجن والشيطان أن يؤثروا على رسول الله أو أن يوسوسوا له ، لأنه معصوم عن الصغائر والكبائر قبل البعثة وبعدها .