نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم هو حبيب الله ورحمته للعالمين.
قال تعالى في كتابه المُبين: {وما أرسلناكَ إلّا رحمةً للعالمين}
وقد فضّلهُ الله على سائر الأنبياء والمرسلين وجعلهُ سيد الأولين والآخرين واصطفاه ليكون حبيبه ومصطفاه عليه أزكى صلوات الله وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فالله تعالى هو الذي أكرمهُ وعظَّمهُ وأعلى عنده مقامه وقرنَ اسمه مع إسمه ورفعً في الأكوان ذِكرَه وجعلَ طاعته من طاعته {مَن يُطع الرسول فقد أطاعَ الله} وجعلَ رضاهُ مِن رضاه { والله ورسولهُ أحقُّ أن يرضوه}.
وجعله خاتم الأنبياء عليهم السلام ورسالته هي خاتمة الرسالات وهي الدين الكامل المكمّل {إنَّ الدين عند الله الإسلام}.
وقد وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبيّن فضل النبي وخصوصيته التي خصَّهُ الله بها ورفعة جاهه ومقامه عند ربه.
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
"جلسَ ناسٌ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فخرجَ فسمِعَهم يتذاكرونَ قالَ بعضُهم: إنَّ اللَّهَ اتَّخذَ إبراهيمَ خليلًا وقالَ آخرُ: موسَى كلَّمَه اللَّهُ تَكليمًا وقالَ آخَرُ: فَعيسَى كلمةُ اللهِ وروحُهُ. وقالَ آخرُ: آدمُ اصطفاهُ اللَّهُ فخرجَ عليهم النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فسلَّم وقال: قد سَمعتُ كلامَكم وعجبَكم أنَّ إبراهيمَ خليلُ اللهِ ، وهو كذلكَ ، ومُوسى نَجيُّ اللهِ ؛ وهو كذلكَ ، وعيسَى روحُهُ وكلمَتُهُ ؛ وَهوَ كذلِك وآدمُ اصطفاهُ اللَّهُ وَهوَ كذلِك ألا وأنا حَبيبُ اللَّهِ ولا فخرَ وأنا حاملُ لواءِ الحمدِ يومَ القيامةِ تحتَه آدمُ فمن دونَه ولا فخرَ وأنا أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مشفَّعٍ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأنا أوَّلُ من يحرِّكُ حلقَ الجنَّةِ فيفتحُ اللَّهُ لي فيُدخِلُنيها ومعي فقراءُ المؤمنينَ ولا فخرَ وأنا أَكرَمُ الأوَّلينَ والآخرينَ علَى اللَّهِ ولا فخرَ". رواهُ التِّرمذي .