من تجربتي الخاصة بالدّراسة، كُنتُ أُلاحِظ نَفسي أقضي ساعاتٍ طويلةٍ في دراسةِ مَواد مُعيّنة كاللّغةِ الإنجليزيّةِ والعربيّةِ والرّياضياتِ دون مللٍ، بَل كُنتُ مُستمتعة جِداً وَلَم أكن أشعر بانقضاءِ الوقتِ، على العكس عند َدِراسةِ التّاريخِ، والكيمياءِ، والتربيةِ الوطنيّةِ، فكنتُ أدرسُهُم لفتراتٍ قصيرةٍ فَقط لِأنجحَ وأحصلَ على عَلامَةٍ ولَم أكن أشعر بالاستمتاعِ والاندماجِ في الدّراسةِ، كان همّي أن أُنهي دِراسَتَهم على نحو سريع لِأزيحَ العاتِقَ الذي عليّ اتجاههم.
في رَأيي السّبب وَراء ذلك هو أنّي أُحِبّ مَواد الرّياضيات، واللّغةِ العربيّةِ، والإنجليزيةِ، وأفهَمُهُم أكثر مِن الموادِ الأخرى، لِذلكَ أركّز عليهم أكثر وأُهمل المواد الأخرى التّي عادةَ أدرُسُها قَبل الامتحان بفترةٍ قصيرةٍ.
لِحل هذه المشكلة، اكتب جَدولاً دِراسيّاً تُوزيع فيهِ دراسة المَواد بِحيث تَدرسُهم جَميعاً بطريقةٍ منظّمةٍ وحَسب حاجَةِ المادة، والخطوَة الأهم هِي الالتزام بِهذا الجَدول حتّى تُحَقّق هَدَفك بالتّركيز على جَميع المَواد. وبالتّدريج سَتَشعر تِلقائيّاً أنك سَتَدرس جَميع المَواد أول بِأول وتُعطي الحَق لَهم جَميعاً.
كيف يمكن أن أدرس أكثر في وقت أقل؟
1. نظّم وقتك بوضع جدول: ضع جدولاً لإنجاز جميع المهام التّي عليك، وحدّد وقتاً لتحقيق كل هدف، يجب الالتزام بهذا الجدول وخصوصاً الأوقات لتشعر بالإنجاز، وعدم مضيعة الوقت. أضف إلى جدولك وقتاً للراحة والنّوم، ووقتاً لعمل ما تحب والتّسلية كمكافئة لك، فهذا سيحفزك أكثر على الدّراسة.
2. لا تؤجل عملك: قُم بِأداءِ كُل واجبٍ دراسيّ أو مَشروع في وَقتِهِ، وَلا تُؤَجّله إلى آخر رَمقٍ، فَهذا سَيشوشُكَ ويُؤثّر عَلى نفسيّتك، ويُسَبّب الكسل بِبدء التّنفيذ لكثرةِ ما عليك إنجازه، ويَجعلُك تُنجزهم بِطريقةٍ غَير مُتقنةٍ.
3. اربط المَعلومات واكتب مُلاحظات وتَلخيصات: حاول أثناء دِراسَتك رَبط المَعلومات بِبعضها حتّى يَسهل حِفظها ودِراستها وتَذكرِها عِندَ الامتحان. اكتب مُلاحظاتِك الخَاصة والمُلاحظات المُهِمّة مِن مُعلّمك، وحاول أن تُلخّص ما دَرستَه حتى تُسَهّل عليك مراجعة المادّة.
4. حافظ على صحّتك: تَناوَل وَجَباتٍ غذائية مُناسبةٍ ومُفيدةٍ وبِكميّاتٍ كافية لِتساعدُكَ على الدّراسة والتّركيز، تجنّب الأطعمة المجمّدة والوجبات السّريعة وركّز على البروتين كالحليب والأجبان والبَيض وأكثر مِن شُرب الماء وأكل المُكسّرات، اختر الوَقت المُناسب للأكلِ وتَجنّب الكميّات الكَبيرة لأنها تُشعرُك بالتّخمة. قُم بِبعضِ التّمارين الرّياضية اليوميّة لتنشيطِ الدّورة الدّموية، وحاول أن تُمارس تَمارين التّنفس مِثل المَوجودة باليوغا فَهي مُفيدة للذّاكرة والنّشاط.
5. اختر الوَقت المُناسب للدّراسة: كُل شَخص يَعرف الفَترة التّي يَكون فيها بِقمةِ التّركيز، مَثلاً بَعضهم يُفضّل الدّراسة بَعد الفجر مُباشرة وبَعضهم في فترة المساء وآخرين بَعد الاستيقاظ في الصّباح. لذلك احرص على اختيار ما يناسبك ويسهل دراستك.
6. غيّر مكان الدّراسة بشكل دوري: حاوِل أن تُغيّر مَكان الدّراسة مِن وَقت إلى آخر، لأن ذلك يُحَسّن مِن نَفسيّتِك، ويُشعركَ بالتّجديد وعلى الإنجاز بالدّراسة أيضاً.
7. أحط نفسك بالأشخاص المحفزين والمتّصفين بالإيجابية: حاول أن يَكون أصدقاؤكَ مُتفوقين بالدّراسة فَهذا يُشجّعك على الدّراسة والإنجاز، لأنك تَشعر بالمنافسةِ وَرغبَتُك بالتّميز مِثلهم، ابتعد عن المُحبطين، والكسولين لأنك ذلك سَينعكس عليك أيضاً.
كُن دائماً مُتفائلاّ وابتعد عَن السلبيّة والتّذمر، لا تَدرس وأنت مُتعب أو في حالة نَفسيّة سَيّئة، حاول أن تُنجز بَاكراً ولا تَسهر خُصوصاً يَوم الامتحان.
تَذكّر دائماً أنك إن تَعبتُ اليوم فَسَأحصل على راحتي في المُستقبل، لِذلك اعمل واتعب لمستقبلٍ باهر ومريح ومُتميّز.
هذِه بَعض النّقاط التّي يُمكنك اتّباعها لتنجزَ مِن دِراستك أكثر في وقتٍ أقل، حاوِل أن تَختار ما يُناسِبك، واتّبع الطّريقة التّي تَشعر بِها أنك مُتقن فيها لدراسَتِك، ابتكر طُرُقَاً مُبدعة تُشعرك بالإبداع والذّكاء بالمذاكرة.