من المعلوم ان جبريل الأمين عليه السلام قد جاء إلى سيد الأولين والآخرين ليلة الإسراء والمعراج وحمله على البراق إلى بيت المقدس ثم عرج به في السماوات السبعة من سماء إلى سماء وكان أثناء كل هذه الرحلة رفيقه الذي لم يفترق عنه لكن عند سدرة المنتهى التي لم يصل إليها قبله أحد وحين أمر النبي أن يتقدم متجاوزا السدرة توقف جبريل ولم يتقدم خطوة وأخبر النبي ان عليه ان يواصل الرحلة من هنا وحده لأنه إذا تقدم قيد أنملة فإنه سيحترق من الأنوار القدسية فنشأتهُ ليس بوسعها ان تتجاوز هذا المقام ففارقه جبريل وواصل النبي معراجه إلى ربه حيث زُجَّ به في النور الأسنى وسمع ربه يخاطبه على بساط الأنس :"أدنُ مني .." وهناك فاز بما لم يفز به غيره من القرب فهو الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم صاحب المكانة العليا والمنزلة الزلفى وقاب قوسين وأدنى.