أبو الفضل العباس: هو ابن الصحابي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمّه فاطمة بنت حزام بن ربيعة العامرية الكلابية،
وقد لقب بسبع القنطرة لأنه قام بحراسةِ القنطرةِ والجسرِ ولمْ يدَعْ أحد من جيش الخوارج بشجاعتِهِ وقوته أنْ يعبروا منها.
-وقد وُلد العباس يوم الثلاثاء في الرابع عشر من شعبان في عام 26 هـ في المدينة، وقد عرف أبو الفضل العباس بقوة إيمانه وبرحابة صدره وبشجاعته وبصبره؟
قال عنه الكلبي: كان العباس شريفاً، مهيباً، عاقلاً، جميلاً، أبيض، له ضفيرتان، معتدل القامة.
وقال الذهبي عنه: كان من أطول الرجال، وأحسنهم صوتاً، وأبهاهم وأجهرهم صوتاً، مع الحلم الوافر، والسؤدد.
-وكان يلقّب بالسقّاء وقمر بني هاشم، وباب الحوائج وسبع القنطرة وكافل زينب وبطل الشريعة.
-وقد فسر علماء اللغة معنى كلمة "قنطرة" بأنها جسر أو معبر يعبر الناس عليه.
-فقد روي في بعض كتب وروايات الشيعة بأن الإمام علي كان في واقعة النهروان وعندما دخل وقت الصلاة فقال آتوني بماء فقعد يتوضأ فاقبل فارس وقال قد عبر القوم وكان يقصد بالقوم الخوارج، فقال علي بن أبي طالب ما عبروا ولا يعبرونه ولا يفلت منهم إلا دون العشرة ولا يقتل منكم إلا دون العشرة والله ما كذبت ولا كُذبت فتعجب الناس وكان معه رجل وهو في شك في أمره فقال إن صح ما قال فلا احتياج إلى دليل غيره فبينما هم كذلك إذ أقبل فارس فقال يا أمير المؤمنين القوم على ما ذكرت لم يعبروا (القنطرة) فصلى بالناس الظهر وأمرهم بالمسير إليهم وهم دون القنطرة.
- ثم حمل واختلطوا فلم يكن إلا ساعة حتى قتلوا بأجمعهم وكانوا أربعة آلاف وقيل أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد وضع على القنطرة جماعة من الفوارس وفيهم قمر الهاشميين ولده العباس (عليه السلام)
- فقدْ أبدى العباس في حربِ النَّهروانِ جدارةً عاليةً في حراسةِ القنطرةِ والجسرِ، الِّذي كانَ قدْ أوكلَهُ أبوهُ أميرُ المؤمنينِ معَ مجموعةٍ منَ الفرسانِ بحفظِهِ يومَ النَّهروانِ منَ الخوارجِ، وسجَّلَ عليْهِ مواقفَ شجاعةً، وبطولاتٍ هاشميَّةً مشرِّفةً، فإنَّهُ لمْ يدَعْ بشجاعتِهِ وبسالتِهِ جيشَ الخوارجِ أنْ يعبروا مِنْ عليْهِ، ولا أنْ يجتازوهُ إلى حيثُ يُريدونَ، بلْ صمدَ أمامَهُمْ بسيفِهِ وصارِمِهِ، وصدَّهمْ عمّا كانوا ينوونَهُ بعزمِهِ وبأسِهِ،
ولما رجع أمير المؤمنين علي من قتال صفين انعزلت عنه طائفة من أصحابه قيل لهم الخوارج فأخذوا يحرضون الناس على قتاله في كل بلد يدخلونه حتى وصلوا النهروان، وكان عليها عبد الله بن الخباب بن الأرت واليا عليها من قبل الإمام علي.
فقالوا له: ما تقول في الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنى عليهم جميعا، قالوا له ما تقول في علي ابن أبي طالب قال ما أقول في رجل قال فيه رسول الله علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا خيرا.
- قالوا الله أكبر لقد كفر الرجل ثم شدوا عليه فقتلوه وكانت زوجته حاملا وقد دافعت عنه فقتلوها وشقوا بطنها واستخرجوا جنينها وذبحوه على صدرها وكان ذلك على نهر دجلة فسالت دماؤهم جميعا في الماء.
- فلما سمع علي بذلك خطب أصحابه ونعى إليهم عبد الله ابن الخباب وبكاه وقال: لا قعود بعد قتل العبد الصالح عبد الله ابن الخباب.
- ثم تجهز للمسير وسار بعسكره حتى وصل إلى مدينة النهروان فلما سمع به القوم أغلقوا باب السور عليهم وتحصنوا فبعث إليهم عبد الله بن عباس فخطبهم وذكرهم فلم يفد ذلك. فنهض إليهم علي ورفع صوته يخاطبهم محذرا من الفتنة وحاججهم فألجمهم وذكرهم ووعظهم فرجع منهم جماعة عن حربه وأصر الباقون وأعلنوا العناد فعند ذلك شعر الإمام لحربهم واستعد معه أصحابه للحرب فقال علي لا ينهض لحربهم غيري وغير ولدي.
وكان يقول العباس القنطرة لي وأنا لها.