ليست قصة انجذاب أو عدم انجذاب أبداً، فقد تجد شخصاً هادئاً لكنه يمتلك شخصية جذابة بمجرد التقرب إليه، لكنها سمات الشخصيات التي تختلف من شخص لآخر، فبعض الأشخاص اجتماعيون جداً لدرجة أنه هو من يدفعك للحديث معه ويمتلك مهارات اجتماعية عالية تجعله يتأقلم مع الجميع ويرحب بالجميع، بينما الشخص الذي يتسم بالهدوء فمن الصعب أن تعلم ما يريد حقاً هل هدوءه هذا سببه أنه لا يستمتع بالحديث معنا أم هذا هو أسلوبه الخاص وهو ليس بالشخص الاجتماعي، هذه التساؤلات تجعل الآخرين في حيرة فيختارون الابتعاد بدلاً من التعرض للإحراج على سبيل المثال.
وهذا هو الفرق بين الشخص الهادئ والشخص المندفع من ناحية اجتماعية:
تتسم هذه الشخصية بأنها مرحبة بالآخرين مما يجعلهم يقتربون دون تردد، ويظهر هذا في تعابير الجسد وملامح الوجه الواضحة، حيث تخبر الشخص المقابل بأنه مرحب به أن يبدأ بالحديث، ويتحدث فيما يشاء، وهم هذا النوع الذي نصادفه في يومنا ونتحدث معه بأريحية ونخبر عنه أصدقائنا بأنه شخص مريح وقد تقول لهم "أخبرته بقصة حياتي دون أدرك هو فقط مشجع على الحديث" ، هذا بسبب سلاسة الأمور معه وتمتعه بمهارات اجتماعية عالية ويكون قادراً على إظهار التعاطف مع الآخرين ويبدي الاهتمام في حديثهم وغيرها من المميزات التي تجعله يبدو جذاباً أكثر على حساب الشخصية الهادئة والتي سنتطرق إليها الآن.
الشخص الهادئ بشكل عام يتصف بقلة الحديث، حيث يرغب الناس بشكل عام أن يبادلهم الشخص المقابل لهم نفس مستوى انفعالهم، ونفس لغة الجسد لديهم ويبدي نفس الاهتمام بما يتحدثون، حتى يشعروا بمدى ترابطهم مع الشخص وعندما لا يشعروا بهذه العلامات بوضوح يتراجعون خوفاً من أن يتعرضوا للإحراج أو يكونوا ثقلاً على الآخرين، وبما أن الشخص قليل الكلام وقليل العلاقات هذا يعني أن مهاراته الاجتماعية لم تتطور للحد الذي تطورت فيه مهارات الشخص الاجتماعي التي تم صقلها عن طريق التجارب والخبرات المتعددة.
وبالطبع هذا الأمر لا يعمم فقد تجد العديد من الأشخاص الاجتماعيين ظاهرياً لكنهم فقط يتظاهرون بذلك، وفي المقابل تجد أشخاص هادئين تحب الحديث معهم لأنهم يصنفون كمستمعين جيدين، وربما يكون هذا الشخص الهادئ هادئاً معك لأنه لا يعرفك جيداً وتجده مختلف مع المقربين منه، لذلك لا تحكم على الكتاب من عنوانه، تصفح هذا الشخص كأنك تتصفحح كتاباً قبل أن تتخذ القرار بالاقتراب منه أو الانسحاب.