هل سمعت من قبل بعرقوب؟
مواعيد عرقوب،
عرقوب هو رجل عربي ضُرب فيه المثل لعدم احترامه للمواعيد،
و يبدو أن من لا يحترم المواعيد لا يحترم الأشخاص و تقل إنتاجيته و يضرب به المثل في عدم احترامه للمواعيد،
مع كثرة الناس الذين لا يلتزمون بمواعيدهم أصبح يضرب المثل بالعرب لا بعرقرب وحده و هذا ظلم ألصق بالثقافة العربية،
حيث أن العرب منهم من يحترم الوقت و يقدسه و ذلك بسبب ارتباط الزمان بممارسات الدين الإسلامي الذي يتبعه الغالبية العظمى من العرب.
في اليوم الواحد توجد هنالك خمس أوقات للصلاة، و كثيراً ما نستمع لحجز أحدهم موعداً بعد إحدى الصلوات الخمس،
مثل سألتقي بك بعد صلاة العصر أو الظهر،
أما الشهور فالعرب و من قبل الإسلام و هم يحترمون الشهور و قد جعلوا لها اسماء و جعلوا فيها مواعيد لا يستطيع أي عربي التهاون بها مثل الأشهر الحرم، التي خصصت شهوراً معينة لا يجوز فيها القتال و الصيد، و جاء الإسلام و جعل الحج بموعد محدد في واحدة من هذه الأشهر العربية المحرمة.
أما شهر رمضان فقد جاء لجعل المسلمين جميعاً يلتزمون بالوقت و يعتادون نظاماً زمنياً محدداً للصيام و الإفطار، و حتى أن نهاية هذا الإلتزام بهذه المواقيت جاء بعده عيداً و العيد الآخر يأتي بعد موعد آخر و هو موعد الحج.
من الواضح جلياً أن العرب قبل الإسلام و بعده لديهم حِس عالي بالوقت، و لا عجب أن العرب هم أكثر من طور و اخترع الساعات، الرملية و المائية و الرخامية كلها بفخر الصناعة العربية
و يجب على من ابتكر قومه كل هذه الساعات أن يكون أكثر الناس التزاماً بها و بمواعيدها.
نعم لا أنكر أن قيمة الوقت تراجعت لدى العرب و أن مقولة الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لم تعد تعني الكثير لدى الكثيرين من العرب و بالتالي فهم فرطوا في الوقت المخصص لهم و لعقلهم و فكرهم فما بالك بالوقت المخصص لغيرهم من الناس،
لم يعد الشخص العربي يستثمر وقته لذا فإنه من السهل التفريط بدقائق أو ساعات أو حتى أيام كثيرة تم خلالها الإتفاق على موعد ما.
و إذا أردت معرفة الشعوب و علاقتها مع الوقت فانظر ماذا يفعلون في أوقات فراغهم، ستجد من يهتم بالوقت يصعد الحافلة ليصل إلى عمله حاملاً كتاباً و يقرأ.
ربما يكون الوصول لعمله يستغرق ساعة، يمكن قراءة كتيب صغير يومياً في مثل هذه الساعة.
أما العرب إلا من رحم ربي، نجدهم يتصفحون مواقع التواصل الإجتماعي بنهم و كأن هذه المواقع سوف تعلمنا كيف نتطور و نتعلم من تلقاء إعجاباتها!
في الحقيقة لا ذنب و لا خطيئة ستلحق بهذه المواقع لأنها بالأصل تعرض لروادها كم تمضي من الوقت في صفحاتها الإلكترونية،
أتوقع أن هنالك قلة من العرب يعرفون هذه المعلومة لأن الوقت لا يعني لنا شيئاً.
هذه فرصة لتذهب لتطبيق التواصل الإجتماعي الخاص بك، و حاول أن تعرف كم تمضي من الوقت في تصفحه، ستعرف بعدها كم يعني لك وقتك و كم هو ثمين بالنسبة لك.
نعم لديك حق أن تسأل لماذا لا يحترم العرب مواعيدهم؟
و إجاباتي كانت شاملة للأسباب الرئيسية التي توضح لنا مدى أهمية الوقت لدينا،
لسان حالنا يقول إن أتيت باكراً إلى موعدي أو تأخرت فإن الوقت كله لا يعني لي شيئاً سأذهب متأخراً دائماً فأنا بحاجة للمزيد من الفراغ و اللاشيء في حياتي الفارغة!
أتمنى أن يعود للعرب اعتزازهم بالوقت فأنا فعلياً لا اتأخر عن موعد و أحاول أن أتقبل و اختلق عذراً لمن يتأخر عن موعده لكن كصورة نمطية فإنه بتأخره يعطي انطباعاً عاماً عن مدى تفريطه بالوقت و هذا دائماً ما يتبين لي بعد معرفتي للشخص عن قرب.