بالنسبة للبلاد العربية؛ هي بلاد غير حاضنة للإبداع، وتكمن المشكلة بالمجمل في ضعف الإصلاحات الاقتصادية والسياسية وعدم رقيها إلى مستوى التنمية والتطور في البلاد، بل الكثير من هذه الإصلاحات ما زالت مشوبة بالفساد.
وإذا أتينا إلى بعض الأسباب التفصيلية:
1- ارتفاع النمو السكاني وبالمقابل انخفاض الإنتاجية
2- التركيز على القطاعات العامة الكبيرة وهي مكلفة بمقابل مردودها، وبعض الدول المزدهرة تركز على قطاع اقتصادي محدد مثل النفط دون مراعاة التنوع الاقتصادي.
3- نظام تعليمي متأخر، وغير فعال وفي كثير من الأنحاء غير عادل.
4- أسواق مالية أيضاً متأخرة.
5- كثرة القيود التجارية.
6- ضعف سياسات التعاون والاستثمار بين الدول العربية.
7- عدم الاستقرار السياسي في العديد من الدول فما زال البعض منها في حال حرب داخلية أو ما زالت تعاني من تبعاتها.
8- التأثيرات الخارجية مثل الحروب الموجودة في المنطقة العربية في العديد من الدول، مما أضعف حركة التبادل بين الدول العربية.
9- هجرة الكثير من أصحاب العقول والاستثمارات إلى دول غربية تتوفر فيها ظروف أفضل من البلاد العربية.
أما بالنسبة للصين؛ النمو في الصين حصل بسبب وجود إصلاحات اقتصادية جوهرية وكذلك إصلاحات سياسية إلى حدٍ ما.. يمكن تلخيصها بعاملين:
1- نمو الإنتاجية السريع.
2- الاستثمار على نطاق واسع (وتنوع التمويل سواءً من المدخرات المحلية الكبيرة أو حتى من الاستثمار الأجنبي).
تمثلت هذه الإصلاحات الاقتصادية بالعديد من الأمور، مثل:
- اللامركزية في الإنتاج الاقتصادي، وهذا بدوره أدى إلى نمو كبير في مدخرات كل من الأسر الصينية وأيضاً مدخرات الشركات، حيث أصبحت نسبة مدخرات الصين إلى الناتج الإجمالي هي من بين أعلى الاقتصادات الكبرى لتصبح الصين مقرضاً عالمياً.
- التحسينات في الإنتاجية التي أدت إلى زيادة الكفاءة وإعادة استخدام الموارد بصورة أكثر إنتاجية خصوصاً بعد تحرر القطاعات التي كانت تخضع لسيطرة الحكومة المركزية.
- بدأ التطور التكنولوجي للصين من خلال اعتمادها في البداية للتكنولوجيا الأجنبية إلى أن أصبحت مركزًا رئيسيًا للتكنولوجيا الجديدة والابتكار، وهذا بدوره أيضاً رفع الإنتاجية وأدى إلى زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي.
- تشجيع الاستثمار والتخفيف من القيود والقوانين التي تحد من قدرات الشركات على النمو، وتعزيز المنتج المحلي.
أخيراً، فإن ملخص ما يحصل في مقولة أحمد زويل: "الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل"!