يعود السبب في هذا الأمر لما لديك من معايير خاصة تجعل من الآخرين أشخاص غير مُتَقبلين من وجهة نظرك أو لوجود تصرفات تصدر من خلالهم تجعلك غير راغب في الوجود في محيطهم ولا تطيق لقائهم والتواجد معهم ومن أهم العوامل التي تجعلك لا تطيق الآخرين:
التصرف بغرور: من أكثر الأمور التي تجعلنا كبشر غير متقبلين للآخرين ولا نطيقهم أن نجدهم متكبرين ومتعالين، هذه الصفة لا يمكن تقبلها لأنها تشعرنا بعدم الراحة والتوتر الدائم وقد تكون سبب في أن نفقد نظرتنا الإيجابية لأنفسنا، وعليه نظهر ردود أفعال عدم التقبل، التكبر والغرور صفه منفره تفقد الأشخاص أسس التواصل فيما بينهم، فعندما يكون التواضع من ضمن معايير التفاعل الاجتماعي الخاصة بك كشخص لن تتقبل نقيضة وستجد نفسك لا تطيق الآخر.
النقد والتدخل المتعلق بالاختيارات الخاصة: وجود أشخاص دائمي النقد لك ويتدخلون في أدق الشؤون الشخصية لك دون أي مبرر ولشعورهم بأهمية ما يقولون فقط مع عدم الاهتمام بما لك من كيان ووجود أمر يجعلك لا تطيقهم ومبتعد عنهم، لأنه هذا التدخل يفقدك مساحة الحرية والاستقلال الخاصة بك ويجعلك في حالة من عدم الأمان النفسي وبالتالي وجودهم يقيد حريتك وحركتك وتصرفاتك.
الأفعال الكاذبة وغير صادقة: إظهار الخداع والكذب واللجوء لما نقول له (اللف والدوران) في التعامل يجعلك كشخص غير متقبل للطرف الآخر ومبتعد عنه، لأنك ستجده يحقق بما يقوم به مصالحة الشخصية والخاصة غير آبه بك كشخص، وهذا التصرف فيه الكثير من الأنانية، وعدم الأخلاق.
المجاملة المبالغ فيها مقابل التصرف بفظاظة: في بعض الأحيان قد يكون الشخص المقابل لك مجامل بطريقة مبالغ فيها لدرجة النفاق هذا الشخص يجعل التواجد معه أمر مزعج ولا يطاق لأنك تعلم بأن هذه المجاملات غير حقيقية ولا تصدر عن حب وإنما هي بداعي النفاق، وفي المقابل قد يصدر عن الشخص التعامل الفظ الذي لا يراعي فيه أي نوع من أنواع الأدب أو الاحترام وبالتالي تجد نفس لا تطيق التواجد معه أو أن تسمع باسمه حتى.
إظهار السلبية بشكل دائم: الشخص السلبي وكثير الاستياء والغير متقبل لأي أمر من حوله هو شخص غير متقبل ولا يطاق وسبب في أن تشعر بالسلبية فهو ينقل الأثر، لأنه يعمل على إفقادك الحيوية والأمل والابتسامة والبهجة وعليه تجد نفسك لا تطيق التواجد معه.
التصرف بغباء دون تفكير: التصرفات التي لا تراعي الغير وتصدر بطريقة غبية دون تفكير من بعض الأشخاص سبب في أن لا تطيقهم، خاصة إن كانت هذه التصرفات تظهر دون تحمل أي مسؤولية وتلحق بك الأذى، فتجد نفسك في محيط سلبي وتتعرض للكثير من المشاكل مع هؤلاء الناس، وبالتالي تتكون لديك ردود فعل تتمثل بعدم التقبل لهم.
عدم وجود كيمياء وانسجام؛ في كثير من الأحيان قد تجد نفسك مع أشخاص لا يجمعك معهم أي عامل من عوامل الانجذاب فتجدهم مختلفين بطريقة منفرة وغير مقبولة ولكن هنا يمكن القول أن فقدان مهارة التقبل والمرونة سبب في أن لا تطيقهم ولا يكون السبب الرئيسي لديهم كأشخاص.
هذه العوامل مجتمعة سبب في أن تتكون لديك مشاعر تظهر على شكل عدم تقبل، ومن ناحية أخرى قد يكون ما لديك من مبادئ وقيم وتوجهات سبب في إظهار الاختلافات بينك وبين الآخرين فلا تطيقهم، لكن أعلم أن هذه الاختلافات طبيعية ولا بد من وجودها، وهي تتطلب في المقام الأول إعطاء المجال للنفس للتعامل مع الآخرين ومن ثم تطوير مهارة التقبل لكل ما هو مختلف إن لم يكن ذو أثر سلبي عليك ويفقدك ما لك من وجود وكيان، ومن ثم التعامل مع المشاعر.
كما في بعض الأحيان قد لا نطيق شخص ما لأننا سمعنا عنه أمر معين إلا أننا فعليًا لم نتفاعل مع هذا الشخص ولم نختبر بأنفسنا ما سمعنا وعليه لا بد من التعامل والتحقق ومن ثم اتخاذ القرار بالمشاعر المتكونة لدينا فليس كل المشاعر التي لدينا حقيقية فقد تكون قد تكونت نتيجة عوامل خارجية، وهنا لا بد من التخلص من التبعية لآراء وأهواء الآخرين، وجعل مشاعرنا مستقلة استقلال تام تتسق مع ما لدينا من أفكار.