لعلّ أغلب الأشخاص في هذه الحياة عند حديثهم عن موضوع معيّن لأوّل مرّة تأخذهم القوّة والحماس والاندفاع لهذا الأمر، ولكن سرعان ما يظهر عليهم التكاسل والتراجع خطوة خطوة عن مخطّطاتهم. وقد يعود هذا الأمر لعدد من المشكلات والأسباب الّتي تواجه الفرد كأن تكون هذه الدوافع غير نابعة من داخل الفرد او انّ هذا الشخص شخص ملول او عجول أو متقلّب المزاج بشكل كبير.
قد تكون إحدى أهمّ العوامل المؤثّرة على فقدان الشغف تجاه موضوع ما هو الحالة المزاجيّة للفرد، فتبدأ المثبّطات ومشاعر الحزن والضغط والملل والخوف من عدم القدرة على إتمام هذا الأمر بالسيطرة على الفرد، ويشعر حينها أنّ خلاصه الوحيد هو عدم المضيّ قدماً تجاه هذا الأمر. ويمكن أن يقوم الفرد بوضع خطط وأهداف أمام عينيه ويحدّث نفسه طوال الوقت بأهمّيّة هذه الأمر ومدى تأثيره على حياته في المستقبل وأنّه مهما طالت هذه الصعوبات سوف تنتهي لا محالة ويحقّق هدفها.
وقد يكون الأمر متعلّق بدوافع الفرد فلكلّ فرد دوافع وحوافز تشجّعه على القيام بأمر ما، لكن هناك دافعين امّاً داخليّ أو خارجيّ وكلاهما مفيد للفرد، لكن تكمن الخطورة إذا كان الدافع خارجيّاً وانتهى هنا نجد الفرد يترك الأمر بشكل غير مسؤول كأن يعمل صديقان في نفس مكان العمل وحالما يترك أحدهما العمل لحصوله على وظيفة أخرى أو لسبب آخر يترك الأخر عمله لأنّه كان يعمل من أجل هذا الصديق، هنا تكمن خطورة الدوافع الخارجيّة فهي وإن طالت مدّتها ستنتهي حتماً أمّا الدوافع الداخليّة فهي ثابتة ولا تتغيّر بتغيّر أيّ ظروف خارجيّة.
وقد يكون الفرد ملول ومحبّ للتغيير يقتله الروتين المعتاد، لكنّ مثل هذا الأمر سوف يلحق الأذى والضرر على الفرد، لكن نستطيع حلّه وعدم تفاقمه من خلال إدراج بعض النشاطات المحفّزة الّتي تكسر روتين الحياة المملّ، كأن يذهب الشخص في تنزّه مع بعض الرفاق بين الحين والآخر أو الاشتراك بأحد النوادي الرياضيّة والالتزام معهم، وقد يكون لدى الفرد موهبة أو نشاط معيّن يزيد من دوافعه للاستمرار والمضيّ قدماً في إنجاز الأمور المطلوبة منه دون أن يسلّم نفسه للمشاعر السلبيّة.
قد يكون السبب أيضاً تكاسل الفرد عن تحقيق هذا الحلم او اداء مهمّة معينه هو تقاعسه عنها بعد مرور الوقت عليها، كان يرغب الطالب بالاستعداد للامتحانات النهائيّة ودراسة المتراكم عليه من الموادّ وبعد مضيّ وقت قليل يشعر بعدم القدرة والرغبة في القيام بهذا، لعلّ الحلّ هنا هو تنظيم الوقت وعمل جدول دراسيّ والبدء به في أسرع وقت حتّى لا يترك الطالب فرصة للوقت أن يسرقه وهو يلهو وما أن يصحو حتّى يجد الامتحانات قد دقّت على الأبواب وهو لم يتجهّز لها، فالتنظيم وتحديد الأهداف وكتابتها والمباشره بها تعدّ من أهمّ الطرق لتحقيق الأحلام وإنجاز المهامّ.