لماذا في التشهد الأخير من الصلاة نذكر إبراهيم عليه السلام ولا نذكر غيره من الرسل؟

إن وعد الله حق .
وقد استجاب ربنا لكل أنبيائه  دعواتهم ، ومنهم أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، فكان من دعائه  ما ذكره ربنا في قرآنه الكريم : { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم }.
قال صلى الله عليه وسلم : " أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى  " .
وكان من دعاء إبراهيم عليه السلام : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين ". الشعراء ،، فكان ذكره مقرونا بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد واجبا في كل صلاة تصليها أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم  في العالمين إنك حميد مجيد .

ان بعض العبادات لا تعلل، ولذلك نؤديها هكذا كما هي تأتي موقوفة من الشارع الكريم  فقد امرنا الله تعالى بالصلاة قال:" وأقيموا الصلاة" وهذا تعليله انها تربطك بالله عز وجل، لكن كيف تؤدى؟ تؤدى كما علمنا اياها النبي عليه السلام، فقد قال تعالى:" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ، فهنا تأتي السنة شارحة للكيف، فقال عليه السلام:" صلوا كما رأيتموني أصلي" وهو الذي قال عنه عز وجل :" وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى".

وقد قرأ عليه السلام الصلاة الابراهيمية هكذا  كما هي وردتنا ، ولذلك نحن نقرؤوها اتباعا للنبي محمد في هذه العبادة، ولعل السبب أن ابراهيم هو الذي اختار الله لجواره حين قذف في النار، فجاءته الملائكة تقول له:  هل تريد شيئا ؟ فقال:" أما منكم فلا ، واما من الله فنعم" فهنا سمي خليل الرحمن لان الله اختاره خليلا له وبين المكانة العالية، له لهذا السبب بين الانبياء ، ناهيك عن عدد من نصوص القرآن الكريم التي بينت مكانة هذا النبي عليه السلام بين الانبياء جميعا عليهم صلوات ربي وسلامه وقدره العظيم.

سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو أبو الأنبياء ومن نسله جاء الأنبياء وقد دعا الله تعالى :"  رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) سورة البقرة
 وقد استجاب الله تعالى له دعوة ودعوة ولده إسماعيل عليهما السلام
فقال تعالى :" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164)
 سورة البقرة
 وقد جاء النبي ليجدد دعوة إبراهيم وأمر باتباع ملته قال تعالى :"
 ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) سورة النحل
وقال تعالى:"  قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " 161 سورة الأنعام

وبين الله تعالى أنه أحسن الاتباع والهدي قال تعالى :
" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125) سورة النساء

وقد بين أن الميل عن ملة إبراهيم سفاهة وجهل وطيش :
قال تعالى :" وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) سورة البقرة
والنبي عليه الصلاة والسلام أشبه الخلق به خلقا وخلُقا ودينا وطريقة واتباعا