لماذا سميت (مِنى) بهذا الاسم وما هي صفة بيات الحاج فيها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هناك عدة أقول في تسمية مِنى بهذا الاسم: حيث أن معنى مِنى: يُراق ويُصَبّ،

- فقد قال الإمام النووي رحمه الله تعالى إلى أن سبب تسمية مِنى بهذا الاسم يرجع إلى كثرة الدماء التي تُراق فيها، والقصود بالدماء هي دماء الهدي.
- كما ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ سبب التسمية يرجع إلى ما مَنّ الله -تعالى على عباده بالمَغفرة فيها،
- وقِيل لأن الله تعالى قد مَنّ على نبيّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بفِداء ابنه إسماعيل عليه السلام في تلك المنطقة،
- كما قِيل إنّ سبب التسمية يرجع إلى تمني آدم فيها الجنة،
- كما رأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى. وذكر بعض المؤرخين أنه كان بمِنى مسجداً يعرف بمسجد الكبش.

- ومشعر منى يقع بين مكة المكرمة ومزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام،
- ومنى مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يذهب إليه الناس (الحجاج) إلا فترة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.

وقد رمى سيدنا إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام فيه.
 وفيه قال عز وجل: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).

 أما صفة بيات الحاج بمنى:

يستحب للحاج أن يبيت في منى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، 
وسمي بيوم التروية لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم وفي منى يذهب الحجيج ليصلوا الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا بدون جمع ويسن المبيت في منى كما ذكرنا.
ثم يذهب الحجيج إلى صعيد عرفة ويقفون على عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة 
وعند الانتهاء من يوم عرفة يعود الحجاج إلى منى مجددا وذلك صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة.
ثم يقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه.

أما عن المبيت في منى، فمن أهل العلم من قال هو سنة غير واجب ومنهم من قال إنه واجب وقد استدلّ جمهور العلم بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وترخيصه للعباس في المبيت بمكة ليالي التشريق من أجل سقايته. 
فقد صح عن العباس رضي الله عنه أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له. رواه البخاري
وفي هذا الحديث دليل على وجوب المبيت في منى وأنه من مناسك الحج، لأن التعبير بالرخصة يقتضي أن مقابلها عزيمة.
ومعنى المبيت الواجب هو البقاء في منى أكثر الليل. ومن أهل العلم من قال بأن الحاج لو بقي في منى لمنتصف الليل ثم غادر منى حقق بذلك المبيت.

قال الحافظ: ولا يحصل المبيت إلا بمعظم الليالي. فمن بقي في منى من أول الليل إلى ما بعد نصفه ولو قليلاً فقد حصل له المبيت، 
وليس معنى المبيت النوم، بل معناه المكثُ والبقاء هذه المدة، والمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعد نزوله إلى مكة وطوافه بها طواف الإفاضة يوم النحر رجع إلى منى فبقي بها يرمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق بعد الزوال ويبيت الليل في منى حتى نفر إلى مكة لطواف الوداع بعد أيام التشريق الثلاثة.