لما فتح المسلمون مكة ظن زعماء هوازن وثقيف أن رسول الله (ص) سيتوجه إليهم بعد الانتهاء من أمر مكة، فعزموا على أن يبدؤوه بالقتال وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال المسلمين، قبل أن تشتد قوتهم وسلموا قيادة أمرهم، إلى مالك بن عوف سيد هوازن وهو رجل شجاع ومقدام، إلا أنه كان سقيم الرأي، وسئ المشورة، فأمرهم أن يسوقوا معهم إلى المعركة أموالهم ونساءهم وأبناءهم ومواشيهم ليكون ذلك أدعى إلى ثباتهم في القتال، ولم يستمع لنصيحة شيخ كبير وهو دريد بن الصمة بعدم أصطحاب النساء والأولاد للمعركة.
وقد بلغ عدد المقاتلين المشركين ما بين عشرين ألفا إلى ثلاثين، أعلن رسول الله (ص) عزمه على الخروج لقتالهم، وبلغ عدد جيش المسلمين اثنى عشر ألفًا، عشرة ألاف ممن خرجوا معه من المدينة فشهدوا فتح مكة، وهم المهاجرون والأنصار، والقبائل التي كانت تجاور المدينة، أو في طريق المدينة، وألفان ممن أسلموا بعد الفتح، فقال المسلمون لن نغلب اليوم من قلة.
حيث خرجت هوازن وحلفاؤها إلى وادي حنين وهو واد قريب من الطائف دخله المشركون ليلًا وتوزعوا فيه بين الشعاب وتخفوا عن الأنظار وسار رسول الله (ص) ومن معه حتى إذا دخلوا وادي حنين في غبش الصبح فوجئ المسلمون بكمين أعدائهم لهم، مما أدى إلى وقوع الخلل في صفوف المسلمين واضطرابهم وتفرقهم عن رسول الله . .. لذلك سميت غزوة حنين بهذا الأسم نسبة إلى المكان التي وقعت به الغزوة