سميت بحيرة قارون بهذا الاسم لأن أرض البحيرة هي الأرض التي خسف الله بها قوم قارون، وقد كان أحد أثرياء بني إسرائيل في عهد سيدنا موسى عليه السلام، وقد كان قارون ظالمًا ومن المفسدين في الأرض؛ بسبب امتلاكه الكثير من الأموال والكنوز مما جعله يعتد بنفسه، ويتكبر على الناس، وحدث بعصره ما حدث من فساد وظلم، وكثُر التعالي والإسراف والتكبر في ذلك الزمن؛ مما جعل الله عز وجل يخسف بهم حتى يكونوا عبرة وعظة للناس.
وهناك اعتقاد آخر بأن البحيرة في عصر الفراعنة كانت تدعى بارون، واعتاد الناس على تسميتها قارون؛ لتشابه الأسماء، ولكن لا يوجد أي دليل تاريخي أو رواية مؤكدة.
وهناك رواية تقول أنّها بالأساس سُميت " كورون "؛ لاحتوائها على الكثير من القرون والخلجان، ومع مرور الوقت تحول اسمها لقارون، ولكن مجددًا لا يوجد ما يدعم صحة هذه الرواية.
وبحيرة قارون تقع على بُعد 50 كيلومتر غرب نهر النيل، في شمال مدينة الفيوم المصرية، وتعتبر من أكثر البحيرات الطبيعية عُمقًا في مصر؛ بحيث يصل عمقها في بعض المواضع لما يزيد عن 14 متر، وكما أنها من أكبر البحيرات حجمًا؛ بحيث تبلغ مساحتها ما يقارب 330 كيلومتر مربع، ويزيد عرضها عن 12 كيلومتر، ويعيش بها أسماك المياه العذبة، وأسماك المياه المالحة، والكثير من البرمائيات، والزواحف، والثدييات في المنطقة المحيطة بالبحيرة.
من الجدير بالذكر أن بحيرة قارون تتغذى من مصرف البطس، ومصرف الوادي بشكل رئيسي بالإضافة ل 12 مصرف فرعي آخر، وهي من البحيرات الداخلية ولا ترتبط بالبحر بشكل مباشر، وتعتبر الجزء المتبقي من بحيرة موريس القديمة.
علمًا أن بحيرة قارون تكونت بسبب تدفق المياه من نهر النيل؛ بسبب فيضانه نتيجة لارتفاع كمية المياه المتدفقة له من البحر الأبيض المتوسط، وقد حصل ذلك في العام 3000 قبل الميلاد، وكان يحدها مستوطنات العصر الحجري الحديث، وبحلول العام 2300 قبل الميلاد تم توسيع الممر المائي الواصل بين بحيرة قارون ونهر النيل في عصر أمنمحات الثالث، وتم تطويرها والاهتمام بها لعدة أسباب، وأبرزها:
- التحكّم في فيضان النيل، والتقليل من الكوارث التي تحصل بسبب الفيضان.
- تنظيم مستوى مياه النيل في المواسم الجافة.
- خدمة المناطق المحيطة في بحيرة القيروان بما يتعلّق في الري، وماء الشرب.
- استخدامها كمستودع لتخزين الماء الفائض في مواسم الشتاء؛ للاستفادة منها في مواسم الجفاف.