لماذا سمي عيد الغدير بعيد الله الأكبر وما هي الطوائف التي تحتفل به

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
عيد الغدير هو عيد يحتفل به الشيعة على اختلاف فرقهم وطوائفهم فقط في يوم الثامن عشر ( 18 ) من شهر ذي الحجة من كل عام ، تذكرا منهم لحادثة وخطبة خطبها النبي عليه الصلاة والسلام حين عودته من حجة الوادع عند مكان يسمى " غدير خم" بالقرب من منطقة الجحفة ، حيث ورد من ضمن ما ورد فيها توصيته أمته بأهله وأكد فيها على منزلة علي رضي الله عنه وكان من ضمن ما قال فيها ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه ) .

ويعتقد الشيعة أن في هذه الخطبة وفي هذه العبارة تأكيد على خلافة علي والوصية له بذلك ، وأنه الوصي من بعد النبي عليه الصلاة والسلام ، ويعتقدون بذلك أن هذا يؤكد أحد أسس عقائدهم وهي " الإمامة " ، حيث يعتقدون أن الإمامة محصورة في علي رضي الله عنه ونسله وهم الأئمة الاثني عشر .

وتسميته من بعضهم بالعيد الأكبر أو عيد الله الأكبر هو لذات المعنى  ، وهو أنه في هذا اليوم ظهرت فضيلة علي ودرجته ومنزلته وثبتت له الوصاية من بعد النبي وثبت في نسله الإمامة بحسب اعتقاد الشيعة ، فلذلك يعتبرونه أعظم أعيادهم .

وأهل السنة يخالفونهم في كل ذلك ولا يتعبرون هذ اليوم عيدا ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه أنه جعل للمسلمين عيدين فقط وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ، ولم يكن المسلمون يحتفلون بهذا العيد في عهد الصحابة والسلف والقرون الصالحة ، ولم يحتفل به لا علي ولا أولاده من بعده ، وإنما هو من اختراع بعض الشيعة المتأخرين.

وأهل السنة مع ذلك يحفظون لعلي حقه ويعرفون منزلته وأنه خير الأمة بعد النبي عليه الصلاة والسلام وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، ويوالونه ويحبونه ويحفظون حقه .

وهم مع تصديقهم بالحديث الوارد في خطبة غدير خم مع إنكارهم ما زاده الشيعة وأضافوه من ألفاظ على تلك الخطبة ، لكنهم لا يعتقدون أن فيها إثبات الوصاية لعلي أو تنصيبه خليفة بعد النبي عليه الصلاة والسلام أو حصر الخلافة في نسبه ، بل هي خطبة في بيان لحق علي ولا شك وفيها منقبة وفضيلة لعلي جليلة ولا شك ، ولكن في المقابل هناك فضائل ومناقب ثبتت لصحابة آخرين كأبي بكر  وعمر ، وبعضها كان قبل وفاة النبي بأيام كأمره أبي بكر الصلاة بالناس في مرضه .

وسبب تنبيه النبي على فضل علي في هذه الخطبة إنما كان بسبب شكوى بعض الجند الذين كانوا مع علي في اليمن منه لجفوة رأوها في بعض مواقفه فتنقص واحد منهم عليا أمام النبي عليه الصلاة والسلام ، فخطب النبي هذه الخطبة ونبه على فضيلة علي ، لئلا يتجرأ عليه أحد أو يتنقصه رغم فضائله العظيمة رضي الله عنه .

والله أعلم