عندما نتحدث عن سقوط دولة ما فلا بد لنا من ذكر تسلسل حضارة هذه الدولة للوصول لفهم أقرب لأسباب سقوطها.
"بدأ عصر مصر البطلمية خلال إعلان بطليموس الأول نفسه فرعونًا على مصرفي عام 305 ق.م، والبطالمة هم عائله من أصل مقدوني جاءت إلى مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 ق.م، جعل بطليموس الأول الإسكندرية عاصمة لمصر، وقد أهتم ببناء مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر قبل مغادرته مصر، لم يتم اكتشاف مقبرة الإسكندر حتى الأن، حيث وافته المنية خارج مصر.
وتولت أسرة بطليموس حكم مصر حتى دخلها الرومان عام 30 ق.م، وكان آخر البطالمة الملكة كليوباترا وابنها بطليموس الخامس عشر "قيصرون"، كانت المملكة البطلمية دولة هلنستية قوية، وخلال عصر هذه الدولة كانت الإسكندرية عاصمة ومركز للثقافة اليونانية، وكانت أيضًا مركزًا تجاريًا، البطالمة قاموا بتسمية أنفسهم خلفاء الفراعنة، حتى يحصلوا على اعتراف من المصريين أنهم حكامها، ولكن مع مرور الوقت أمتزج البطالمة ذوى اصول الإغريقية مع التقاليد والعادات المصرية، وقاموا بتصوير أنفسهم على المعالم الأثرية العامة على النمط المصري القديم، وارتدوا الملابس المصري، وشاركوا أيضًا في الحياة الدينية المصرية، وهذا ساعد أيضًا من تزاوجهم من المصريين.
حمل جميع ملوك البطالمة اسم بطلميوس، وتكونت أسرة البطالمة من 16 حاكمًا،منهم قيصرون أبن كليوباترا، وجميعهم أخذوا الإسكندرية عاصمة لهم، وواصلت الثقافة الهلنستية ازدهارها في مصر حتى بعد الفتح الإسلامي لمصر، واستمرت هكذا حتى معركة أكتيوم البحرية عام 31 ق.م عندما انتصر اكتافيوس على انطونيوس وكليوباترا لتصبح مصر ولاية رومانية منذ هذا التاريخ.
هذا وقد اكتشفت البعثة الأثرية المصرية جزءًا من الجبانة الغربية لمدينة الإسكندرية البطلمية، أثناء عمل مجسات أثرية للموقع لبناء سور داخلي بورش السكة الحديد بجبل الزيتون بالإسكندرية، وقد عثروا على العديد من الأوانى المنزلية، التي كان يستخدمها أهل المتوفى وقت الزيارة، إضافة إلى مسارج للإضاءة عليها زخارف مميزة منها حيوانات تأكل أو تٌرضع صغارها، إضافة إلى ذلك قطع دائرية من الفخار عليها زخارف بارزة لبعض فتيات ربما راقصات، وهياكل عظمية في حالة فوضى بسبب ما تعرض له الموقع من تدمير في ثلاثينات القرن الماضي، وهذا أثناء عمل السكة الحديد على يد الإنجليز وفيم بعد بسبب غارات الحرب العالمية الثانية، واكتشفوا أيضًا وأواني زجاجية وفخارية عُثر عليها في الدفنات كقرابين مع المتوفي."
أما عن أسباب سقوطها بالتفصيل: "وصل نفوذ الدولة البطلمية إلى شرق ليبيا، وقبرص، وفلسطين، وشهدت ازدهارا كبيرا أثناء حكم بطليموس الأول، وبطليموس الثاني، وبطليموس الثالث عمل البطالمة علي التشبع من العادات والتقاليد المصرية؛ حيث كانت طريقة عيشهم مصريه، كما اهتموا ببناء المعابد للألهة المصرية، وقد ساعد ذلك علي تزاوجهم مع المصريين اتخذ البطالمة الإسكندرية عاصمة لهم واستمرت كذلك حتى معركة أكتيوم البحرية عام 31 ق.م
بحلول نهاية القرن الرابع ق. م ، توقف التوسع في الدولة ومع ذلك، كانت المملكة البطلموسية لا تزال قادرة على ممارسة نفوذ كبير في آسيا الصغرى وعلى الرغم من أن ممارسة زواج الأخوة تهدف إلى الحد من أصحاب المطالبات المحتملين على العرش، إلا أنها لم تنجح ، بل انتهى الأمر بالحكام المشاركين (وأطفالهم)إلي التنافس، و في كثير من الأحيان في التحريض من المفضلة المالكة، والمستشارين الذين أرادوا إحداث تغييرات في النظام وفي حين أن النجاحات في آسيا تبدو واعدة من تلقاء نفسها، فقد جاءت بتكلفة بتكلفه كبيره انهكت اقتصاد الدول, كانت الحروب الأهلية التي تلت ذلك في عهد بطليموس السادس ، و كليوباترا الثانية، وبطليموس الثامن كارثية على كل المستويات تقريباً. وأدت الحرب، والمجاعة، والفساد البيروقراطي إلي الإنهيار الاقتصادي التام لدولة البطالمة كليوباترا السابعة هي أخر ملوك البطالمة في مصر حكمت مصر لمدة 22 عاما، وكانت تسيطر على جزء كبير من شرق البحر الأبيض المتوسط تم إعدادها للعرش من قبل والدها بطليموس الثاني عشر، و كانت محببة للشعب المصري لتأمين العرش بعد هزيمة إخوانها وأختها، أدركت أنها يجب أن تبقى صديقة مع روما، وبعد هزيمتها في معركة اكتيوم البحرية علي يد أكتافيوس انتحرت، وتم قتل ابنائها، وبذلك انتهي حكم البطالمة."