الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة, وبعد:
إن خالق الكون سبحانه هو أدرى بصنعته,وأعلم بما يصلح لعباده,تعالى عن الخطأ والنسيان.
ولمّا كانت الشرائع الي جاء بها رسل الله إلينا دساتير للعمل بها, بالتعامل مع الكون وما بين الناس, فهي تنظّم العلاقات,وتحفظها , لاستمرارية الحياة.
ولمّا كان الزواج سنة الحياة وسبب التكاثر والتعايش,كان له حظاً في هذه الشرائع,والدين عند الله واحد, من نوح عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وللزواج شروط وضعها الشارع سبحانه وتعالى,وتكلّم بها النبيّون,ودستورنا القرآن,خاتمة الكتب السماوية,حدّد العلاقة الزوجية وكيفية انتقاء الزوج.
أما ما يدعو إليه الزواج المدني فهو مخالفة لكل الشرائع السماوية, فهو يعطي الحكومة سلطة التزويج من ملحدة ومجوسية وكتابية ومسلمة على السواء.
وفي الإسلام مثلاً,يجوز الزواج من كتابية,لكن لا يجوز من ملحدة أو مجوسية حتى تسلم.
ولا يجوز للمسلمة أن تكون زوجة لغير مسلم لأن الأبناء سيتبعون دين أبيهم, وقصدهم من هذا الزواج المدني خلط الأنساب,وإبعاد الناس عن شرائعهم, ولو كان بهذا الزواج خيراً لأقرّته الشرائع السماوية.
وإن من مساوئ الزواج المدني أنه يحلّل أن يتزوج الرجل من أخته في الرضاعة,ويمنع تعدد الزوجات, ولا يرجع لاصول التوارث المعتمدة عند أهل الشرائع.