مهمة الأمهات ليست سهلة مطلقاً، فهي تحتاج إلى الكثير من الجهد و الصبر، فعمل الأمهات هو وظيفة بدوام 24 ساعة في اليوم، ولا تعرف وقتاً للراحة أو عطلاً أسبوعية أو سنوية، وغالباً ما تنسى الأمهات الوقت المخصص لها، وهذا ما يجعل الأمهات معرضات لكثير من التعب الجسدي و الضغط النفسي.
ومن الأمور التي تزيد الضغط النفسي وتوصل الأمهات إلى مرحلة الاكتئاب، هي عم تقدير ما تصنعه الأم، واعتياد كل ما تقدمه والنظر إليه على أنه شيء طبيعي، ودوام المطالبة بالمزيد من العناية والاهتمام، دون أن نذكر أن نبادلها ذات الاهتمام و مبادلتها العناية و الحب.
فاعتياد العطاء من الأم وعدم تقديره والثناء عليه هو مجلبة للحزن لها، ويدعوها للاعتقاد بعدم أهمية وجودها وأن دورها هو للعمل والرعاية وحسب، ولكن لا ننسى أن على الأمهات بعض الحق في هذا الوضع، والوصول إلى الكآبة والحزن، وهذا الحق يتمثل في أن الأمهات طبع في أذهانهنّ أنهن مصدر التضحية.
والتضحية حين تسيطر على أي علاقة فهي تنهش في جذورها، وتلحق بها التعاسة، فكل العلاقات يجب أن تبنى على العطاء المتبادل، وحتى لو كانت الأمومة مصدر هذا العطاء، فلابد من التذكر أن نعلّم من حولنا أننا أيضاً بحاجة للاهتمام والرعاية مهما كانت مسمياتنا و تصنيفاتنا المجتمعية.