هذا سؤال مهم للغاية في استحثاث سيكولوجيّة الأُمّهات؛ في سببين ونحن نتغاضى عنهم ومنعمل الموقف النّمطي هذا نُكتة وسكيتش يصوّر الأُمّهات ككائنات تُعاني من الانفصام والازدواجيّة عشان نقول "خلص ماما ما بدها أساعدها لأنها قالت ما بدها مُساعدة"
أوّل سبب؛ نحن نعرض المُساعدة بمجالات الأُم تتفوّق فيها بحكم الخبرة، مثل الطّبخ، يعني مثلًا لمّا أخي يعرض عليّ المُساعدة في تصفيف شعري يكون ردّي "لا لا إلّا شعري" بس هذا لا يعني أنّني لا أحتاج مساعدة تُخفّف عني بسبب ضيق الوقت لكن ليس بشعري.
السّبب الثّاني والأهم؛ التّوقيت يعني غالبًا الواحد فينا يعرض مُساعدته لمّا أمّه تكون معصبة وبتشتغل وبوقت الضّغط الإنسان ما بعبّر بأحسن شكل، وممكن ترفض بس مشان تخلص من صوتك أو مشان تظهرلك إنها زعلانة أو غاضبة ببساطة.
يمكنك أن تساعد أمك بذكاء، يعني بدون ما تسألها وهي تحت الضّغط، إذا شفت الجلّاية مليانة ضبها حط غسيلك بسلة الغسيل مش شرط هي تيجي تلمّه من غرفتك، شغلات كثيرة بتقدر تعملها بدون ما تدخل هذا الحوار التّقليدي مع أمّك، وأنا الحقيقة بطّلت أشوف هذا الموقف مُضحك لأنّه مُستهلك كنكتة ولأنّه يُبطّن تغاصي عن الواجبات واتّهام للأُمّهات بوجود اختلال نفسي عندهم.