إذا كنت تقصد بتحجر الدموع هو عدم قدرتك على البكاء والخشوع وأنك تحاول البكاء فلا تستطيع - لأن هذا معنى تحجر الدموع في العين - فهذا من أعراض قسوة القلب.
لأن البكاء في الصلاة هو أثر من آثار الخشوع والخشية فيها ، فإن العبد إذا استحضر عيظم مقامه بين يدي الله واستحضر هيبة هذا المقام ، ثم تلى بعض الآيات التي ترقق القلب وتخوفه بالنار أو ترغبه بالجنة أو غير ذلك من الايات فإن ذلك قد يورث العبد خشية وحضوراً يظهر أثره على جوارحه بالبكاء .
أما من قسا قلبه وكانت صلاته مجرد خشوع ظاهري فجسده في الصلاة وعقله وقلبه مشغول خارج الصلاة تائه في أودية الدنيا فكيف لمن كانت هذه حاله أن يخشع أو يبكي من خشية الله !
وهذه القسوة سببها الذنوب التي تؤدي إلى نكات سوداء على القلب حتى يطغى عليه الران والغشاوة ، وهي تحتاج إلى توبة واستغفار حتى تنظف القلب مما علق فيه من أوساخ الذنوب .
قال تعالى (.. فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ..)
ـفقلة الذكر والغفلة عن القرآن وتدبره سبب من أسباب قسوة القلب أيضاً ، وعلاجها يكون بالذكر والتدبر .
ومن أسباب قسوة القلب الانشغال بالدنيا والانهماك فيها وطول الأمل والتمني ،فالقلب وعاء يملأ بما اشتغل به صاحبه فمن اشتغل بالدنيا كيف له أن تأتيه رقة وبكاء من خشية الله .
ومن أسبابها تضييع الفرائض والانهماك بالمحرمات كما قال تعالى عن بني إسرائيل ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ..)
أما إن كنت تقصد بتجر عينيك بالدموع عند إقامتك للصلاة أنها تمتلأ بالدموع فهذا خير وبشرى لك أن الله أراد بك خيراً إذ رزقك هذه الرقة للقلب وهذه الدموع في العين عند وقوفك هذا الموقف العظيم .
وقد روي من دعاء النبي استعاذته من قلب لا يخشع .
نسأل الله العافية.
254 مشاهدة
