لماذا بعض الأشخاص يكونون غير واثقين من أنفسهم عندما يأخذون درجات سيئة في مراحل التعليم الأساسي الثانوي؟

1 إجابات
ثقة الطالب بقدراته، وتقديره لنفسه، معرفته أنه يستطيع فعل ما يرغب، إيمانه بأن لديه قدر  خاص به، وأن الفشل هي إحدى خطوات النجاح وليس عكسه، كلها جمل وكلمات إن لم  يجزم بها الطالب ويستبدل مفاهيمه الخاطئة بها. لا أستطيع إحصاء عدد النصائح حول الثقة بالنفس لكثرتها، على وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، وبرامج التلفاز، تلهمك بلحظة سماعها، لكن لا ترى أنها تؤثر.

موضوع ضعف  الثقة بالنفس يختلف حسب المراحل التي يمر بها الفرد والأسباب كذلك. تقصي هذه الأسباب والوعي الشخص ومراقبته لمشاعره وكيف يفكر وينظر للأمور، بأن يكون حاضراً  ذهنيا ولايسمح بالأفكار التي لا يتمعن بها أولا، الرقص داخل عقله والتحكم بسير أموره.

ما يجعل الطالب يفقد ثقته، هي الأفكار التي يزرعها غيره والتي يزرعها هو بيده كذلك، هذه هي الأسباب الأكثر شيوعا لفقدان الثقة، علماً أن يوجد حالات أخرى والتي تختص بتجربة الطالب الخاصة به من دون غيره، والتي يمكن حلها بمجرد الوعي بوجودها.


المشاعر السلبية التي تؤدي لهذه المشكلة، أهمها الخوف من الفشل، والتي تتشكل بسبب الإخفاق والإحباط في الحصول على المستوى الذي يرغب به. قد يكون شعور الخوف نتيجة شكوكه المستمرة حول قدراته، ومدى قدرته على السير في الطريق الطريق الذي يؤدي لتخصص الجامعي الذي يحلم به. قد يكون الطالب من الفئة المتعجرفة -إن صح القول- و الذي ييتأثر بعلامة واحدة منخفضة، و التي تؤذي سلسلة الانتصارات السابقة و يعيد النظر حول قدراته.


مشاعر خيبة الأمل، خصوصاً إذا كان الطالب من الفئة التي اعتادت منذ الصغر على  الدراسة بجد، ولديها ماض حافل بشهادات التقدير، لكن الآن لم يعد تحصيلهم كالسابق. ويرى هؤلاء الطلاب أن الحظ لم يعد بجانبهم، وفكرة الحظ تجعل من التفوق ليس بسبب الإجتهاد بل الحظ الجيد.


أفكار خاطئة تدور برأسه، ألا وأهمها المقارنة. قد يكون الطالب ميسور الحال مادياً، والذي لا يسمح له بالحصول على دروس خاصة مثل غيره. قد تكون ردة فعل إيجابية بخصوص المسألة ويقوم الطالب بجهد مضاعف للحصول على علامات جيدة، لكن البعض للأسف، يظن أن ما باليد حيلة ويتقاعس عن أقل مجهود بالدراسة ويخفق ويفقد ثقته لا محالة.

لا ننسى أن فكرة التركيز على من حوله، تصرفه عن نفسه والنظر بما يحتاج للتطويره وتعزيزه ورسم خطط لمستقبله، والوعي بما يمتلك من قدرات والذي يزيد من ثقته.

قد يكون مرض المقارنة موروث عائلي، والطالب هو ضحية لتلك الأفكار. يوجد آباء وأهالي يستمرون بمقارنة أولادهم بمن يرونهم أفضل، يظنون أنها الطريقة الأنسب لحث أولادهم على المضي قدما، فلا عجب أن الإبن قد يتعلم ويكتسب هذه العادة السيئة.

قد يكون ضعف الثقة بسبب المقارنة، ليس الآباء ولا الأبناء، بل المعلمون . يستمر بعض المعلمون بالمفاضلة بين الطلاب بسبب العلامات ويلومون الطلاب ذوي العلامات المنخفضة، ولا يقومون بالتشجيع اللازم والواجب عليهم.

المفهوم الضيق لمفهوم للنجاح، وهي مشكلة فكرية على مستوى المجتمع، إلا من رحم ربي. نقدر الأرقام أكثر من العلم، وما يبدو من النجاح أمام الناس، يلقى جل الإهتمام. و لا يساوي النجاح بهذه المرحلة أكثر من دخول الجامعة بأسرع وقت وناهيك عن التخصصات ذات البرستيج و ما يجعل الآخرين يقدروك لأجله. ولأن الطالب هو جزء من المجتمع، لا بد أن تكون لديه هذه الأفكار الضيقة كذلك. تحد من تفكيره، تضع عليه حمل قد يعيق طريقه وتفكيره ومشاعره وبالتأكيد ثقته. 

الأصل أن يكون الشخص واثق من نفسه. لكن يجب معرفة الأمور التي تحول دون ذلك. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة