قال تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) المؤمنين (1-2)
- فالله تعالى يؤكد بكلمة ( قد ) وهي تفيد التحقيق أن فلاح وفوز وتوفيق المؤمنين مرتبطاً بخشوعهم في صلاتهم .
- فالخشوع: هو إستسلام القلب وخضوعه وتذلله بين يدي الله تعالى ، فمحل الخشوع القلب وثمرته تتضح في عمل الجوارح .
-وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: ( وأصل الخشوع: هو لين القلب ورقته، وسكونه، وخضوعه، وانكساره، وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح، والأعضاء؛ لأنها تابعة له، كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: " ... ألاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ" فإذا خشع القلب خشع: السمع، والبصر، والرأس، والوجه، وسائر الأعضاء، وما ينشأ منها حتى الكلام؛ و لهذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه في الصلاة: " .. اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي، .. " "وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي)
- والصلاة ذات الخشوع من حافظ عليها كانت له نوراً وتوفيقاً ونجاحاً وبركة في الدنيا والآخرة .