إذا أردت أن تصل إلى السعادة والاستقرار عزيزي السائل فلا بد لك من أن تدرك جيداً أنَّ الحياة غير مُتوقّعة، وذلك لتتمكن من أن تمضي قدمًا في حياتك، فأنت الوحيد الذي يمكنه السيطرة عليها ولا أحد سواك.
هناك 3 عوامل أساسية تشكل شخصياتنا، ولا يمكننا السيطرة عليها، هي صفاتنا الوراثية، وبيولوجيا المخ، وخبرات الطفولة، هي أمور لم نخترها ولا يمكننا السيطرة عليها.
وهذه الحقيقة، تثبت لنا أن الحياة غير متوقعة، وبالتالي يجب أن لا نحكم على الآخرين، لأن كلًا منا نشأ بطريقة مختلفة عن الآخر، ولنصل إلى سر السعادة في الحياة، يجب أن نحاول التحكم بالأجزاء الأخرى التي يُمكن السيطرة عليها.
هناك نوعان من الناس، كما هو موضح فيما يأتي:
- مركز سيطرته على نفسه نابع من داخله.
- مركز سيطرته على نفسه خارجي.
فلو كانت سيطرتك النفسية خارجية، فستعيش حياتك كأنك ريشة في مهب الريح، فترتبط مشاعرك بمن تقابلهم، وبما تسمعه من أحاديث، وبما يُصادفك من حوادث يومية، مما يجعل أسباب مشاكلك أسباب خارجة عن سيطرتك، فتشعر بأن الناس يحسدونك، وأنك معرّض للمؤامرات، وأن من حولك سيئون.
أمّا الأشخاص الناجحين والسعداء في حياتهم، فإنهم يدركون هذه الحقيقة، إلا أنها لا تُضايقهم كثيرًا، لأنهم يفهمون أن الصراعات الحياتية موجودة فيسيطرون قدر الإمكان على الجزء الداخلي فيهم، فإذا ما حاول أحد الناس مضايقتهم، يمنعون ذلك الأمر من الحدوث والتأثير عليهم، فيخبرون أنفسهم أنهم يمتلكون حياتهم ومشاعرهم، وهذا أمر ليس سهلاً، بل ويحتاج إلى تمرين مستمر.
لتعيش سعيدًا ومستقرًا، يجب أن تستمر في تذكير نفسك بأنك المسؤول الوحيد عن حياتك، وعن يومك، وعن سعادتك، حتى لو حاول الآخرين مضايقتك، وأن لا تسمح لشخص آخر بأن يؤثر على مزاجك، فلا أحد يستطيع أن يدمر ثقتك بنفسك بدون أن تسمح له بذلك.