لماذا الأحزان إن تذكرناها بداخلنا وذكرناها أعادتنا إلى نفس الحٌزن القديم وكأنها في نفس اللحظة، هل هذا من أعاجيب النفس؟

4 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحزن هو ذلك الشعور بالبؤس والعجز، والحزن كما اعتدنا معرفته هو عكس الفرح، وهو أخ الهم، والأسى، وبالطبع اليأس.


بالطبع فقد سبق أن مررنا جميعًا بيوم سيء أو حدث سيء والذي يصبح في المستقبل ذكرى سيئة نعاني كثيرً للتخلص منها، إلا أنك حتى لو تذكرت هذه الذكرى السيئة لن تعود مع كامل المشاعر السلبية التي كانت في ذلك الوقت.
هنالك صعوبات عديدة لا يمكن حصرها في الحياة؛ كأن  نفقد مثلًا شخصًا عزيز علينا، أو نتعرض لخيانة، أو نمر بفترة اكتئاب عصيبة لكن قليل من الأشخاص من يعلمون أن هذا أمرٌ طبيعي، وأننا على قدر كافي من القوة لنتخطاه.

الحياة ملأى بالأحداث الإيجابية والسلبية المفاجئة، لذا علينا أن نعيش اللحظات الجميلة بتفاصيلها، ونحاول جاهدين أن نتناسى الذكريات السلبية حتى نوشك أن ننساها فعلً، وذلك لأن الحياة قصيرة، ويجب أن نعيشها ونستمتع بها.


من المهم أن تتخلص من التفكير الزائد لأنه يتعب ويرهق عقلك، وبالتالي تتعب نفسيتك بالتفكير في شيء حدث منذ أمد طويل وينضح بالمشاعر السلبية المؤذية لك.


الذكريات -كما يمكننا أن نلاحظ- لا تموت، بل تجد مكانًا في داخلنا لتختبئ، منها ما يحمل ماضٍ سعيد أو آخر  أليم. لكن تلك الأليمة باستطاعتها أن تكون جحيمًا صعبًا بسبب بقائها في دواخلنا، وصعوبة نسيانها. علينا حقًا التمسك بالأمل والتفاؤل، وأن نتذكر دائمًا أن اليوم التالي سيكون أجمل بلا شك، وأن وهذه الذكريات بطبيعة الحال لن ترافقنا دائمًا. بهذا نطرد السلبية من حياتنا ونستبدلها بالإيجابية، ونتمسك بالإيمان والإرادة والإصرار. ولكي ننسى الذكريات السيئة علينا التخلص من كل الأشياء والأماكن التي تذكرنا بذكرى سيئة معينة، وبالطبع فإن إغلاق باب قديم وعتيق يفتح باب أخر جديد. علينا أن نخلق حياةً تناسبنا حتى لا نضطر العودة بذكرياتنا للماضي.


إن أكثر الأمور سوءًا هو التفكير بماذا كان سيحدث لو تصرفت بطريقة أخرى، وننسى حقيقة أن الماضي لا يمكن تغييره، وأن بذل الجهد في التفكير بهذه الطريقة لن يسبب بإحداث أي فرق، بل أحيانًا كثيرة سوف تزداد الأمور سوءًا، وتبقي الشخص متعلق بالتفكير بخيارات أخرى كانت متاحة له في ما مضى، وهذا عكس ما نريده تمامًا، لذا علينا التوقف عن التفكير بشكل مفرط بالماضي وأن نمضي قدمًا في الحاضر .


مهما كانت أخطاءك أو أخطاء غيرك التي أثرت عليك، لن تشعر بالسعادة إلا بعد أن تسامح هذه الأخطاء، و في الواقع إن امتلاك شعور الانتقام ظننًا بأنه يمكن أن يصحح جميع الأخطاء، من أكثر الاعتقادات الخاطئة. حيث أنه إذا أراد الشخص أن ينسى الماضي، عليه أن يغفر ويسامح وبمضي في الحياة، فالحياة تسير بسرعة دون توقف، ولا تنتظر تصحيح الأخطاء السابقة. ولذلك لا يوجد هنالك أي داعٍ للتفكير بحدوث أمور سلبية ماضية، فهي فقط تعمل على حبس الشخص في ماضية طوال حياته.


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
٢١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نحن نسترجع ذكرياتنا الحلوة والمرة دائماً، وكأن الذكريات تعيش في داخل كل منا ولا تموت أبداً، فنحنّ لها مهما مر عليها من الزمن، فنسترجع ذكرياتنا مهما كانت أليمة، فترانا نتذكر أيامنا الصعبة وأيام الامتحانات في المدرسة ولحظة وفاة عزيز ولحظة فراقنا عن من نحب ولحظة فشلنا في أمر ما... 

مع أن هذه الذكريات تؤلمنا ولكننا نصر على تذكرها بإرادتنا أحياناً، ونتذكرها في أحيان أخرى رغماً عنا بطريقة لا إرادية، أو قد يحدث موقف معين يذكرنا بها فيعيد لنا الألم؛ فعندما يحتفل العالم بعيد الأم مثلاً يتذكر شخص أمه المتوفية أو البعيدة عنه فيكون هذا اليوم هو يوم صعب ومؤلم عليه بعد أن كان يوم عيد قبل أعوام مضت.

لكن عزيزي أنا لست معك بأننا كلما تذكرنا ألمنا نشعر بنفس درجة الحزن أو الغضب أو المشاعر السلبية التي شعرنا بها عندما حلت علينا المصيبة؛ فمن نعم الله علينا أنه جعلنا قادرين على النسيان، وجعل الوقت علاج لكل شيء، فكل شيء يخف مع الزمن، ولكن آلامنا تحتاج لكثير من الوقت لتلتئم وتشفى ولو بشكل بسيط، ويختلف هذا الوقت بحسب حجم الألم الذي عانينا منه، كما يختلف باختلاف الأشخاص الذين عانوا منه وقوتهم وصبرهم ودرجة ذكاءهم العاطفي ومدى انشغالهم واهتمامهم بأنفسهم واهتمام من حولهم بهم...

أتفهم أن هناك آلام كبيرة من الصعب جداً أن تنسى، ونبقة نتذكرها ونشعر فعلياً بنفس درجة الألم الذي شعرنا به كلما تذكرناها، لكن أعدك أن هذا الألم سوف يخف تدريجياً... ما عليك سوى اتباع النصائح التالية التي اتبعتها أنا شخصياً عندما عانيت من الألم بسبب وفاة جدتي التي كانت بمثابة والدتي، وبسبب ولادة طفل مريض في العائلة:

- لا تمنع نفسك من استرجاع الأحداث التي حصلت معك بتفاصيلها في البداية؛ فعندما تتذكرها ستشعر بنفس الألم وهذا يساعدك على عدم كتمان ألمك، لكن عليك أن تبكي أو تصرخ أو تفرغ هذا الألم الناتج عن الحزن أو الغضب بطريقة ما لتقلل من الحمل الذي تحمله على ظهرك شيئاً فشيئاً.

- فضفض لشخص موثوق ترتاح معه... فتكلم عن ألمك وصفه تماماً مع صديق، أو حتى مع نفسك في المرآة، أو يمكنك كتابة معاناتك على الورق.

- أعطِ ألمك وقته حتى يخف أو يختفي، ولكن لا تسمح لنفسك بتوقيف حياتك أكثر من 3 أيام مهما كان ألمك كبيراً، وبعد انقضاء هذه المدة عليك أن تعود لطبيعتك شيئاً فشيئاً حتى لو كان هذا فقط بالظاهر، ولكنك ما تزال تحمل نفس الألم بداخلك... فإن فقدت عزيزاً مثلاً وارتديت الملابس السوداء لـ 3 أيام حداداً، فعد بعد الـ 3 أيام لطبيعتك وارتدِ ملابسك المعتادة، وعد لعملك ومارس حياتك بشكل طبيعي. أعلم أن هذا الأمر ليس سهلاً ولكنك عليك فعل هذا لأن الحياة يجب أن تستمر ولأن انشغالك سيساعدك على النسيان.

- حاول أن تمنع نفسك من تذكر تفاصيل ما حدث معك بعد فترة من الوقت تحددها أنت بحسب حجم الألم، لكن يجب ألا تتجاوز الشهر الواحد، بعدها توقف عن اجترار ألمك سأنه سيضرك وسيدخلك في مرحلة الاكتئاب.

- إياك ألا تشغل وقتك... افعل أي شيء، اعمل ومارس هواياتك وزر معارفك وتطوع.
-  أحب نفسك وثق أنك تستحق الفرح وتستطيع نيله، ووكّل أمره إلى الله وادعه ليقف إلى جانبك في محنتك.
 
 تذكر أن الحياة مليئة بالألم كما الفرح، ارض بما كتبه الله لك، واعلم أنك تستطيع تحمله لأن الله لا يكلف نفساً أكثر مما تستطيع تحمله، واعلم أن حالتك هذه أفضل بكثير أفضل بكثير من حالات وأوضاع أناس آخرين؛ فكما قال عائض القرني في كتابه “لا تحزن”… “الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم، والأصم يتمنى سماع الأصوات، والمقعد يتمنى المشي خطوات، والأبكم يتمنى أن يقول كلمات، وأنت تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلم”.


 



  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/شادي-احمد-نعمان-محمد-حسيب
شادي احمد نعمان محمد حسيب
اقدم محتوي تعليمي عن كورسات التنمية البشرية والتنمية المستدامة في شئون البيئة والطاقة
.
٠٧ يونيو ٢٠٢٥
قبل شهرين

نعم، هذا الشعور شائع ويمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، منها:


1. *الذاكرة العاطفية*: الذكريات العاطفية، خاصة الحزينة منها، يمكن أن تترك أثرًا عميقًا في النفس. عندما نتذكر هذه الذكريات، يمكن أن تعيدنا إلى الشعور بنفس المشاعر التي عشناها في تلك اللحظة.


2. *الارتباط العاطفي*: عندما نعيش تجربة حزينة، يرتبط الحدث بمشاعرنا وتفاعلاتنا العاطفية. هذا الارتباط يمكن أن يجعل من الصعب نسيان هذه الذكريات أو التعامل معها دون الشعور بالحزن مرة أخرى.


3. *التأثير النفسي*: الذكريات الحزينة يمكن أن تؤثر على حالتنا النفسية وتجعلنا أكثر عرضة للشعور بالحزن عند تذكرها. هذا التأثير يمكن أن يكون نتيجة للتوتر أو القلق المرتبط بتلك الذكريات.


4. *الاسترجاع الذهني*: عندما نتذكر ذكريات حزينة، يمكن أن نعيد استرجاع المشاعر والصور المرتبطة بتلك الذكريات، مما يمكن أن يجعلنا نشعر وكأننا نعيش التجربة مرة أخرى.


للتعامل مع هذه المشاعر، يمكن أن تكون هناك استراتيجيات مفيدة، مثل:


- *التحدث مع شخص موثوق به*: مشاركة مشاعرك مع صديق أو شخص موثوق به يمكن أن يساعد في تخفيف العبء العاطفي.

- *العلاج النفسي*: يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيدًا في التعامل مع الذكريات الحزينة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها.

- *التركيز على الحاضر*: محاولة التركيز على الحاضر والمستقبل يمكن أن يساعد في تقليل تأثير الذكريات الحزينة.


هل هناك شيء محدد تود مناقشته أو التحدث عنه فيما يتعلق بهذا الموضوع؟

إن للنفس أغوارا ودهاليز ذاهبة في الغموض والأسرار ونحن مع الأيام نكتشفها ونتعرف عليها...
حينما نتألم أو نبكي فإننا يوم نتذكر نتألم بالشدة ذاتها ونبكي بالحرقة نفسها. لكن المسعف في الأمر أن الاستعادة والتذكر تقلان مع مرور الوقت، وتتناقص درجة الألم، فنلمس مقولة (الزمن كفيل بتكميد الجراح)  وكل واحد وزمنه الخاص به لذلك، حتى نصبح مع مرور الوقت عندما نستعيد الماضي والألم نتنهد ونتمتم ونكمل المسير...
هذه سنة الحياة...
أبعد الله عنا الأحزان وجعل أيامنا كلها أفراح ورضا وكل من درجت أمام عينيه هذه الكلمات، آمين.