لقد اصطفى الله بعض الأماكن على وجه الأرض وجعلها مقدسة مباركة كما اصطفى بعض الأيام وفضّلها على سائر الأيام في السنة مثل يوم عرفة. واصطفى الله من البشر الأنبياء عليهم السلام وجعلهم صفوة خلقه. وهكذا حظيت مكة كمكان باصطفاء إلهي من قديم الزمان فقد اصطفى الله هذه البقعة لتكون محل ظهور بيته في أرضه. فأمر الله نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام بمعية ولده إسماعيل عليه السلام ببناء الكعبة بيت الله الحرام. وبسبب وجود الكعبة المشرفة اكتسبت مكة قدسيتها ومكانتها الدينية فصارت محجًّا للبشر من ذلك الزمان وبعد بعثة نبي آخر الزمان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي ولد في مكة اكتسبت مكة شرفا أسمى وتكريما أعلى كونها تشرفت بولادة خير البرية وكانت محل نزول الوحي وانطلاق الدعوة الإسلامية. وما زالت مكة محجاً لملايين المسلمين الذين يقصدونها للحج والعمرة من أنحاء العالم كله.