لماذا اختار الله تعالى اسم آدم لأول من خلق من البشر

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 اختار الله تعالى اسم آدم لأنه خُلق من أديم الأرض فسمِّي بذلك آدم.

فحسب ما ذكره العلماء بأن الله تعالى عندما خلق سيدنا آدم عليه السلام سماه آدم؛ لأنه خُلق من أديم الأرض.

ومعنى الأدمة: هي الطبقة العميقة التي توجد في الجلد وتكون تحت البشرة وفوق اللَّحم، وتحتوي على النهايات العصبيَّة والغدد العرقيّة والدهنيّة والأوعية الدمويّة واللّمفاويّة
ولأن سيدنا آدم عليه السلام خلق من أديم الأرض أي من طين وتراب ظهر الأرض وسطحها.

فالله تبارك وتعالى خلق آدم من تراب، ومن التراب "آداماه" فسمى الله تعالى آدم على اسمه.

فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: بعث ربُّ العزة مَلكَ الموت، فأخذ من أديم الأرض، من عذْبها، ومالحها، فخلق منه آدم؛ ومن ثَمَّ؛ سُمي آدم؛ لأنه خُلق من أديم الأرض.
كما روي عن الصحابي علي بن أبي طالب أنه قال: إن آدم خُلق من أديم الأرض، فيه الطيّب، والصالح، والرديء، فكل ذلك أنت راءٍ في ولده، الصالح، والرديء. - وذكر بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: (أنّ ملك الموت لما بُعث ليأخذ من الأرض تربةَ آدم، أخذ من وجه الأرض وخلط فلم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة حمراء، وبيضاءَ، وسوداء؛ فلذلك خرج بنو آدم مختلفين؛ ولذلك سُمي آدم؛ لأنه أخذ من أديم الأرض.)

-وقد صح وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله خلق آدم من قَبضة قَبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قَدر الأرض، جاء منهم الأحمر، والأسود، والأبيض، وبين ذلك، والسهلُ، والحَزْن، والخبيث، والطيب. رواه أبو داود في صحيحه.

فلكل اسم معني فسمي لآدم من الإدامة وأحمد من الحمد وسعيد من السعادة وهكذا..

ومن ذلك سُمي الإدام إدَامًا؛ لأنه صار كالجلدة العليا مما هي منه- ثم نقل من الفعل، فجعل اسمًا للشخص بعينه.
وقد ذكر اسمه في العبرانية: آدم، كما سمي في التوراة آدم، وقد انتقل اسم آدم إلى اللغات الإفرنجية كما ذكر وسمي في كتب الديانة المسيحية آدام،
ويذكر الجوهري ويقول في اسم آدم عليه السلام بأن أصله: أأدم بهمزتين على وزن أفعل، من الأدمة، وهي لون السمرة، فقلبت ثانية الهمزتين مدة، ويبعده الجمع، وإن أمكن تأويله بأن أصله: أأادم، فقلبت الهمزة الثانية في الجمع واوًا؛ لأنها ليس لها أصل، كما أجاب به الجوهري. ولعل اشتقاق اسم لون الأدمة من اسم آدم أقرب من العكس.
ومن المعلوم بأن سيدنا آدم عليه السلام هو أول خلقه الله تبارك وتعالى بقبضة يدايه وهو أول البشر وأول الخلق وقد نفخ الله تعالى فيه من روحه وأمر الملائكة أن يسجدوا له
والمقصود بسجود الملائكة لآدم هو سجود تحية وتقدير، لا سجود عبادة
 
فسجدوا جميع الملائكة إلا إبليس لم يسجد وقال لربه أسجد لمن خلقت طيناً أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فغضب الله تعالى عليه وأغلق باب التوبة والرحمة ولعنه

 فطلب إبليس من الله تعالى أن ينظره إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين إلى اليوم الموعود وهو يوم القيامة.

وفي خلق آدم عليه السلام ورد في الحديث النبوي الشريف بأنه:

فقد صح عن أبو هريرة أنه قال: لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه يرحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملأ منهم جلوس فقل: السلام عليكم قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، قال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك، بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت، قال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب، ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم قال: يا رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود قد كتبت له عمر أربعين سنة. قال: يا رب زده في عمره. قال: ذاك الذي كتب له. قال: أي رب، فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك. قال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها، فكان آدم يعد لنفسه، قال: فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة. قال: بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته. قال: فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود أخرجه الترمذي وابن خزيمة