كرم الله عز وجل الإنسان على جميع المخلوقات، وهذا من بدايته خلقه لأول روح وهو آدم عليه السلام وتعليمه كل شيء، وأمر الملائكة بالسجود له، وحتى رفع الروح إلى الله عز وجل، ودفن الإنسان عند موته واحدة من أساليب تكريم الله عز وجل للإنسان.
الإنسان عند موته، تبدأ التفاعلات الفيزيائية والكيميائية الحصول في جسده، بالإضافة لتغذي الحشرات والدود على جسده الميت، ولا تكريماً لأفضل المخلوقات، أمر الله عز وجل بدفن الإنسان عند موته، ويفضل التعجيل في الدفن لأن الجسد يبدأ بالتفاعل من اللحظة التي تخرج بها الروح.
أما بالنسبة إلى مقولة "إكرام الميت دفنه"، فإنه لم يثبت نص ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن دل على معناه كما ودر عن العلماء.
وإنما نص الكلام ورد عن العلماء، ولقد أشار إلى ذلك الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي، ومما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهنَّ، وأن نقبر فيها موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب.
ودفن الميت يشمل المسلم وغيره، فهذه كرامة للبشر عامة، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التعجيل في دفن الميت إلا في الأوقات التي يكره فيها الصلاة والدفن وهذه الأوقات هي:
- وقت شروق الشمس وحتى تستقر في السماء.
- عندما تكون الشمس عمودية تماماً وقت الظهيرة وحتى تميل قليلاً.
- وقت غروب الشمس وحتى تغرب تماماً.ما عدا ذلك فيجوز دفن الميت في أي وقت آخر، حتى لو كان في منتصف الليل، لأن هناك بعض أهل القرى يدفنون موتاهم حتى لو توفي في منتصف الليل، اقتداء بمقولة إكرام الميت دفنه، هذا أمر جائز، طالما لم يكن الدفن في الأوقات المنهي عنها.
ولكن يفضل أن يدفن الميت في النهار حتى يصل الناس عليه ويحسنوا تكفينه، وفي قول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خَطَبَ يَوْمًا، فَذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ، وَقُبِرَ لَيْلًا، فَزَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِنْسَانٌ إِلَى ذَلِكَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "ِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَليحسن كَفَنَهُ".