لماذا أشعر بالوسواس بعد الصلاة بعد الانتهاء منها على الرغم من أني متأكد أنني قمتها بطريقة صحيحة؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٥ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذا وسواس من الشيطان ليشوش عليك ، ويدفعك إلى إعادة الصلاة ، فيثقل عليك تكرارها ،فتكون النتيجة والمحصلة هي دفعك إلى ترك الصلاة بالكلية لتتخلص من هذا الشعور !

فالشيطان له خطوات وطرق وحيل ليفسد على العبد صلاته ، فهو لو جاءك مباشرة وقال لك اترك الصلاة أو لا تصلي ، فإن إيمانك بالله سيمنعك من طاعته واتباع وسوسته ، فلا ييأس الشيطان  ولكنه يأتيك من طريق آخر وأسلوب مختلف .

فيأخذ يوسوس عليك في طهارتك أولاً ، فتجد البعض يعيد العضو أكثر من 5 مرات ليتأكد أنه توضأ ومع ذلك يبقى عنده شك هل توضأ!

كما يروى في طرفة عن أحد العلماء واسمه ابن عقيل أن رجلأً سأله فقال له : إني أغتسل فأدخل مغتسلي فانغمس في الماء بجميع جسدي ثم أخرج وأنا أشك على وصل الماء جميع جسدي ، فهل تصح صلاتي ؟!
فقال له : أنت لا تجب عليك صلاة ! فقال له متعجباً : ولماذا ؟! 
فقال : لأن الصلاة لا تجب إلا العاقل ، والذي ينغمس بجميع جسده في الماء ثم يشك بوصول الماء إلى جميع جسده مجنون!

ثم يحاول الشيطان أن يوسوس لك في صلاتك فيشكك هل أتيت بالتكبير أم لا ، هل ركعت أم لا وهكذا ، فإذا فرغت من صلاتك صار يريد أن يشكك في صلاتك هل أتيت بجميع أركانها وهل هي صحيحة أم لا ,

وكل ذلك ليصل بك في النهاية إلى أنك تستثقل كثرة تكرار الطهارة أو الصلاة وإعادة الركن ، ويرهقك ذهنيأً وفكرياً فتتعب ، وتجد أن الأسلم لك هو ترك الطهارة والصلاة بالكلية !

فانظر كيف جاءك في صورة الحريص على صحة طهارتك وصلاتك ثم وصل به الحال معك إلى تركك الطهارة والصلاة .

وحتى أريحك من هذا الوسواس اعلم أن العلماء اتفقوا أنه لا عبرة بالشك الذي يكون بعد الصلاة فلا يؤثر على صحة صلاتك إجماعاً .

بل حتى لو وقع لك الشك داخل الصلاة أو في الوضوء فأنصحك إذا رأيت مثل هذا الشك يتكرر أن تعلم أنه من الشيطان فلا تلفت له ولا تعمل به وصلاتك ووضوءك صحيحان إن شاء الله .

فإذا اتبعت هذا ولم تلتفت إليه فسترى كيف سيضعف هذا الوسواس حتى يختفي !

والله أعلم 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة