لماذا أشعر أنني نسيت الماضي في صغري مع أنني سألت الآخرين عني ولم أصب بأي حادث لا نفسي ولا جسدي؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
علم نفس
.
٢١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يتعلق الأمر بوجود صدمات أو أمراض عضوية لعدم تذكر ذكريات الطفولة، ففقدان ذاكرة الطفولة جزء من مسار التطور الطبيعي للإنسان، ليس هنالك أسباب ثابتة تؤدي إلى وجود هذا النسيان أو فقدان الذاكرة لكن هنالك بعض النظريات التي تفسر هذا الأمر وأهم هذه النظريات:

أولُا: ذكريات الطفولة المبكرة تفتقر الأهمية العاطفية مما يجعل تذكرها وثباتها أصعب فنحن غالبًا نربط ذكرياتنا مع المشاعر التي تترافق معها فنتذكر الأمر المفرح والأمر المحزن من خلال استحضار المشاعر، فالعنصر العاطفي أحد العوامل التي تجعل من النسيان ظاهر ويحدث لذكريات الماضي وخاصة مرحلة الطفولة. حاولي إدراك هذا الأمر الآن بنفسك قد تكونين قادرة على تذكر أمر واحد فقط خلال مرحلة الابتدائية مثلاً لوجود شعور معين مقابل نسيان أعظم لكافة المجريات.

وهنا تقول النظريات أن الأطفال ليس لديهم مجموعة كاملة من المشاعر مما يجعل الذكريات تحمل وزنا أقل من الأهمية وتتلاشى بصورة أكبر مع تقدم العمر، وهنا قد نجد صعوبة في تذكر الأمور التي يقولها الاهل عنا كأشخاص لنبدأ في التفكير في الأمر بطريقة مبالغ فيها ونجد أنه يوجد مشكلة لأننا بحاجة للتذكر إلا أن الأمر طبيعي وعادي ونحن غير مجبرين على تذكر الأمر لنكون طبيعية.

ثانيًا: التطور المعرفي يلعب دور كبير في تخزين الذاكرة واستعادتها وهذا النمو والتطور في مراحل الطفولة المبكرة على الرغم من أنه كبير إلا أنه يفتقر لعدد من العوامل من مثل تذكر التعليمات والأحداث لفترات طويلة.

ومن ضمن التطور المعرفي ما يحدث من إنتاج خلايا عصبية في الحصين والتي يتم دمجها في الدماغ مع المسارات الحالية والتي تؤثر على الذكريات المتكونة وتعمل على حجبها أو تعطيل مسار الذاكرة بطريقة معينة مما يجعل تذكر ذكريات الطفولة صعب أو مستحيل في بعض الأحيان.

ثالثًا: ذكريات الطفولة غالبًا ما تبدأ في التلاشي في مرحلة المراهقة عندما يبدأ الفرد بتطوير الإحساس بالذات, وبالتالي تصبح الذكريات في مرحلة المراهقة وما بعد مكون أساسي في تكوين الهوية الشخصية وبالتالي تذكرها أكبر من ذكريات الطفولة وخاصة المبكرة.

وهنا لابد من التنويه أن الافتقار لذكريات الطفولة وعدم القدرة على تذكرها يكون أكثر وضوح عند إحداث عمليات المقارنة مع ذكريات المراهقة والفترة الحالية، كلما مر الوقت كلما كانت الذكريات أكثر عرضه للتلاشي والاختفاء حسب نظرية النمو والتطور العقلي ووجود النسيان كعامل من عوامل النمو أيضًا.