يعود السبب في هٰذا الأمر إلى ما نطلق عليه في علم النفس، حساسية المعالجة المفرطة، أو الحساسية العاطفية المفرطة.
وحساسية المعالجة المفرطة هي سمة تتضمن زيادة حساسية الجهاز العصبي المركزي، بما يتضمنه من معالجة معرفية أعمق للمنبهات الجسدية والاجتماعية والعاطفية.
وتشير الدراسات إلى أن الحساسية الزائدة تخلق عند الشخص طباع وسمات شخصية تالية:
- تجنب المثيرات التي تظهر ردود أفعال مثل البكاء أو لفرح الشديد بحيث تشعر هٰذه المثيرات الشخص بعدم الراحة، وبالحدة الشديدة.
- التأثر بعمق بالجمال سواء فن أو طبيعة أو روح بشرية أو حتى في بعض الأحيان إعلان تجاري جيد، وهٰذا ما يجعل الاشتياق يصدر سلوك البكاء حيث أنك شديدة التأثر بالأشياء والأشخاص من حولك
- الشعور بالإرهاق من المحفزات الحسية مثل الحشود الصاخبة أو الأضواء الساطعة أو الملابس غير المريحة.
- الشعور بالحاجة إلى التوقف، خاصة عند المرور بأيام صعبة، مما يجعلك تصدري سلوكيات الانسحاب، وهٰذا الأمر يزداد في حال شعورك بالاشتياق، ففي اليوم الصعب قد تظهر لديك مشاعر الاشتياق وتلجأي للبكاء حيث أن هٰذه الأمور قد تكون سبب في شعورك بالراحة فأنت بحاجة لإستحضارها في الأيام الصعبة.
- التمتع بحياة داخلية غنية ومعقدة مليئة بالأفكار العميقة والمشاعر القوية التي تصاحبها، قد يكون ما لديك من أفكار عاطفية مرتبطة بالأشخاص والأشياء من حولك حين سبب في زيادة ظهور السلوكيات الانفعالية ومشاعر الاشتياق بطريقة انفعالية جدا.
ومن الأسباب التي تجعلك شخص شديد الحساسية:
- الامتنان للحياة؛ إن تقديرك العالي للأشخاص والأمور من حلولك يجعلك شخص حساس، وهٰذا الأمر ينمي لديك القلق الوجودي بشكل أكبر مما يجعل مشاعر الاشتياق تترافق مع البكاء،
- وجود علاقات وثيقة مع الآخرين؛ إن ما لديك من علاقات قوية مع المحيط قد تكون سبب في ظهور البكاء عند الشعور بالاشتياق فكلما زادت قوة العلقات بيننا وبين الأشخاص والأشياء كلما كانت ردود أفعالنا عاطفية عند البعد والفراق.
وتشير كلاريسا سيلفا أخصائية السلوك ومدربة العلاقات، إلى أن العمليات الكيميائية العصبية التي تحدث لكل من الذكر والأنثى سب في ظهور سلوكيات معينة مثل البكاء عند الشعور بالشوق، فعنما نشعر بالحب تجاه شخص أو أمر ما فإن الجسم يقوم بإفراز الدوبامين وهو ما يخلق شعور التعلق بالأشخاص والأشياء عند الأنثى، ووجود هٰذا الهرمون في الجسم سبب في خلق كثافة كيميائية، يصبح الجسم مدمن عليها مع الوقت، وغياب المثيرات التي تفرز هٰذا الهرمون يعني الشعور بعدم الراحة ووجع القلب كما نقول وظهور سلوكيات نتيجة معالجة الدماغ للمحيط بطريقة تتمثل في الشوق والرغبة في البكاء.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أن السبب في هٰذا الأمر يعود لوجود علاقة ارتباط بينك وبين الأشياء قد تكون غير واقعية أو غير آمنة أو لا تخضع للواقع بحيث تجدي في كل ما هو حلوك وسيلة للشعور بالراحة والأمن والاستقرار، وبمجرد غياب هٰذه الأمور أو الأشخاص يختفي شعور الأمن والراحة مما يثير لديك فعل وسلوك البكاء.
يمكن أن تعالج هٰذا الأمر بـ:
- إعادة بناء العلاقات بينك وبين الأشياء والأشخاص بطريقة أكثر واقعية وعقلانية بحيث تعطي كل شيء وكل شخص قدره المعقول.
- حاولي إخضاع أي أمر أو شخص عندما تشعري بالاشتياق لبعض المحددات واسألي نفسك بأن هل سلوك البكاء مقبول حاليا وماذا يمكن أن أفعل كبديل عن سلوك البكاء.
- حاولي تحديد طرق للتواصل مع الأشخاص والأشياء في حال الشعور بالاشتياق فقد يكون عدم التصرف بطريقة صحيحة مع الأشخاص والأشياء حين الاشتياق سبب في البكاء، حاولي ان تستخدمي التقنيات الحديثة التي تمكنك من التواصل المستمر مع الأشخاص، وفي حال الاشتياق للأمور التي من الاستحالة عودتها حاولي التعامل مع ما لديك من مشاعر وتقبلي الواقع وحاولي تهدئة النفس وعدم التفكير بالأمور السلبية التي تثير سوك البكاء
المصدر:
- elitedaily.com/this is what happens in your brain when you miss your partner its really intense
- verywellmind.com/highly sensitive persons
- wikipedia.org/حساسية المعالجة الحسية
1699 مشاهدة
