إن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف هو من مظاهر محبة الأمة المحمدية لنبيها الكريم الذي شرف العوالم كلها بقدومه وابتهجت الأكوان بمولده صلوات الله وسلامه عليه فكيف لا نفرح نحن به؟ وقد اهتز جبل أحد فرحا به حين وقف يوما عليه مع صحابته فقال عنه صلوات ربي وسلامه عليه: "أحد جبل يحبنا ونحبه". وقد حن الجذع إليه وبكى شوقا إلى رسول الله حين ابتعد عنه خطوات قليلة على منبره فكيف لا تشتاق قلوبنا إليه؟
وقد قال الله تعالى في كتابه: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.قال المفسرون فضل الله الإسلام ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم. والدليل على ذلك قوله تعالى {وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين}.فأمر من الله أن نفرح برسول الله الذي هو رحمته المرسلة للبشرية.
كما أن رسول الله عليه كل صلوات الله قد احتفى بيوم مولده وخصه بالصيام كما جاء في السنة المطهرة فقد سئل صلوات ربي وسلامه عليه عن صيام يوم الإثنين فقال :"ذلك يوم ولدت فيه" وهذا دليل من السنة على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى على لسان سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام: {والسلام علي يوم ولدت..}
فكان هناك تخصيص ليوم الولادة.
والاحتفال بالمولد النبوي الشريف يكون بالاجتماع على ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وذكر مقاطع من سيرة النبي صلوات الله وسلامه والإكثار من الصلاة عليه وإنشاد المدائح النبوية التي تحرك في القلب محبته وفي هذا كله خير وبركة وجمع للقلوب على محبة هذا الحبيب المحبوب طبيب القلوب سراج القلوب شفيع الذنوب.