يستمر القطاع العام في اليمن بتدهوره؛ بسبب الحرب القائمة هناك منذ أكثر من 5 سنوات، وليس قطاع التعليم بمعزل عما يجري، إذ الكثير من الطلبة اضطروا لترك مدارسهم، والكثير من المدارس دمرت وبعضها حول لثكنات عسكرية، وإذا لم يتوفر للطلبة اليمنيين فرصا كافية للوصول إلى الفرص التعليمية، فعلى الأرجح أن يلجأ هؤلاء الشباب إلى الجماعات المتطرفة، مما يسهم بشكل كبير في خلق بيئة خصبة لنمو تلك الجماعات في البلاد.
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في أحد تقاريرها بشأن وضع التعليم في اليمن أن نحو 500 ألف طفل يمني انقطعوا عن الدراسة بسبب تطور الصراع، مضافين إلى مليوني طفل يمني أصبحوا خارج المنظومة التعليمية منذ بدء الحرب باليمن عام 2015. وذكر التقرير أن أكثر من 2500 مدرسة لا تعمل في اليمن؛ بسبب العنف، واستخدامها في أغراض عسكرية أو أماكن آمنة للنازحين.
إن غياب الدولة والقانون في اليمن أدى إلى انتشار الأمية بتزايد كبير، مما سيؤدي لاحقا إلى انتشار الجهل وقلة الوعي، ليستهدفوا الشباب اليمني للأعمال الإرهابية والأفكار المتطرفة، وهذا ما حدث بالفعل مع العديد من الأطفال الذين جندوا بأعمار صغيرة في اليمن. ويشير رئيس منتدى الفكر الإسلامي الباحث والكاتب الدكتور فؤاد البناء إلى أن الجهل هو أهم عوامل التوحش، مؤكدا في أحد أبحاثه على أن اليمن يعاني من تخلف هائل أبرز أسبابه هو الجهل.
لعب التدهور الاقتصادي وتسييس التعليم دورا مهما في تردي الأحوال في اليمن، فالدولة عاجزة عن توفير أدوات العملية التعليمية، كما انقطعت رواتب المعلمين رغم ما يعانوه من تردي أحوال المعشة، وازدادت نسب محاولة انتحار مدرسين؛ بسبب ضعف إمكانياتهم المادية، بالإضافة إلى تردي الأحوال المعيشية للأسر أجبر العديد من الطلاب على ترك مدارسهم.
إن الحروب تعد من الكوارث الخطيرة التي تلحق ضررا بليغا في النفس الإنسانية، لا يمكن استيعابه على مدى طويل، وبسبب الضغوط النفسية فقد الكثير من الطلبة قدرتهم على التركيز والمذاكرة، بالإضافة إلى وجود طلبة غير قادرين على القراءة والكتابة بسبب تركهم المدرسة في سن صغيرة.