في الحقيقة يمكنني مساعدتكِ بخصوص مشكلتكِ هذه، لأنّ أختي عانت منها أيضًا، وبحمدالله الآن تحسّنت حالتها كثيرًا، وقد كنتُ أتابع مع طبيبها خطوات علاجها أولًا بأول، لكن دعيني أؤكد لك أنّ الخطوة الأولى للعلاج الناجح والفعّال تتمثل في إجراء التشخيص، والذي يتم عادةً بواسطة أخصائي نفسي أو اجتماعي، لا تقلقي الأمر سهل جدًا، سيسألك عن مشاعرك، وسلوكياتك، والأعراض التي تعانين منها، وذلك لاختيار العلاج الأفضل لحالتك.
وإذا جاء في خاطرك، كيف سيكون علاج اضطراب القَلق الاجتماعي؟
فإنّي أخبرك أنّ العلاج يعتمد على مدى تأثير اضطراب القَلق الاجتماعي على قُدرتك على العمل في الحياة اليومية، إذ يشمل العِلاج الأكثر شيوعاً لاضطراب القلق الإجتماعي العلاج النفسي، أو الأدوية، أو كليهما معاً، وأودّ إخبارك أنّ أختي احتاجت للعلاج النفسيّ والأدوية معًا، ودعيني أذكر بعض التفاصيل عن كل من العلاجات الممكنة:
أخبرني الطبيب الذي عالج أختي أنّ العلاج النفسيّ يُحسِّن الأعراض لدى مُعظم المصابين من خلال تعلُّم كيفية التَّغلب على الأفكار السلبية التي يفكّر بها المصاب، وكيفية تطوير المَهارات التي تساعده على اكتساب الثَّقة في المواقف الاجتماعية.
ومن أنواعه العلاج السلوكي المعرفي، والذي سيساعدك على تعلُّم كيفية التَّحكم في القلق من خلال الاسترخاء والتَّنفس، وكيفية استبدال الأَفكار السلبية بأفكارٍ إيجابية، ومنه:
- مجموعات الدّعم، والذي سيساعدك على تعلَُم المهارات والتِّقْنيات الاجتماعية للتفاعل مع الأشخاص من حولك.
- علاج التَعرض، حيث يتم تعريضك لمواجهة المواقف الاجتماعية تدريجياً بدلاً من تجنبها.
وإن استدعت الحالة، قد ينصحك الطبيب بأفضل دواء بأفضل جرعة ومدَّة بحسب حالتك.
كيفَ يُمكنك مساعدة نفسك للتَخلَُص من اضطراب القلق الإجتماعي؟
يمكنك تجربة بعض هذه النَصائح التي قدْ تُساعدك في التَّغلب على الرهاب الاجتماعي، بحسب تجربة أختي:
- حاولي أنْ تفهمي المزيد عن قلقك، من خلال تدوين ما يدور في ذِهنك وكيف تتصرفين في مواقف اجتماعية مُعيَّنة.
- تَعلَّمي مهارات الحد منَ التَّوتر مثل تمارين التنفس لتقليل التوتر.
- قللي من تناول الكافيين أو تجنبيه إن أمكن.
- مارسي الرِّياضة بشكلٍ منتظم.
- احصلي على قدرٍ كافٍ من النوم.
- استعيني بأصدقائك وأفراد عائلتك الذين تثقين بهم للحُصول على الدَّعم.
- كوني صبورة، ولا تتركي العلاج إن لاحظت عدم وجود تحسّن سريع.