لا شك أن من أصعب مراحل الحياة تلك التي نقف أمامها عاجزين عن التقدم للأمام بنفس الروح والعزم الذي كنا فيه، أو الرجوع إلى الوراء لعيش تلك اللحظة التي أعطتنا معنى جديد للحياة. قبل حدوث أمر ما أدى إلى خلق أزمة أو حادث مفاجئ غير متوقع أفقدنا جزء من روتين الحياة.
قد نصل إلى مرحلة من اليأس تفقد فيها أرواحنا، الشغف نحو الجديد والإثارة التي يعطيها ذلك المجهول خلف أبواب الغد. إلى أن نصل في مرحلة في العمق لا يوجد بعدها أي شيء أكثر مرارة من تلك التجربة وتصبح الحياة مراحل تتسم بالعادية وتظهر علينا ملامح الحكمة لأننا أدركنا أن لدينا القدرة على العيش وتخطي الصعاب وكل ما في الأمر هو إعطاء التجربة الوقت الكافي لعيش عمق المشاعر المصاحبة لها.
ومع مرور الوقت وعودتنا إلى إمساك زمام أمور الحياة التي لا تترك لنا مجالاً إلا أن نتحمل مسؤليتها، وانغماسنا في وقائعها، تبدأ الحياة تتدفق من جديد حاملة معها طعماً جديداً للشغف ونوعاً جديداً من الوعي الذي يلائم ما وصلنا إليه الآن في رحلة الحياة.